الحالات التي يجوز فيها الزنا يتحدث عنها الكثير من الأشخاص والذين من المُفترض أنهم يُقال عنهم مُسلمين، لا نعلم كيف ينتمون إلى تلك الديانة السامية ويتحدثون عن حالات لا يُحرم بها الزنا، وهناك الكثير من الحالات التي ذُكرت في تلك التداولات، والتي سوف نوضحها لكم فيما يلي من خلال موقع سوبر بابا، مع إبراز كافة المعلومات الهامة عن الزنا وأنواعه والحكم به.
الجدير بالذكر أن اختلاف الأديان يؤدي إلى اختلاف الآراء وانتشار الشائعات بين أمر مُحدد يجب أن يكون محسوم بين المُسلمين، ولكن ماذا عن اختلاف المُسلمين أنفسهم بأمر الزنا.
فقد تحدث البعض عن جواز الزنا في بعض الحالات، لكن هل تظنون أن الله سوف يُبيح ما وضعه بين الكبائر! ما الاختلاف الذي يُمكن أن يحدث في الزنا لكي يحلله الله لنا، التشريعات التي وضعها الله لنا هي ما تُرشدنا إلى طريق الحق، وهي ما تساعدنا على معرفة ما إذا كان ما نقوم بفعله من النواهي أم يجوز لنا القيام به.
الزنا من الكبائر التي أقر الله لنا عن كونها مُحرمة وغير مُباحة بكافة أشكالها وألوانها، وجميع ما قد يقوم به المُسلم مع امرأة غير زوجته حتى وإن كان بنظرة فهو حرام، ولا يوجد في السؤال عن الحالات التي يجوز فيها الزنا سوى معاني تدل على الفسق والفجور، والسؤال به نية من المُسلمين بفعل ما قد حرمه الله ولكن بشكل تحريفي لإقناع النفس أنه غير مُحرم.
جميع العلاقات التي يجتمع بها الرجال والنساء دون زواج توضع تحت بند الزنا، ما دام الرجل قد لمس المرأة أو نظر إليها بشهوة أو تخيلها فهو يفعل ما حرمه الله واجتمع أهل العلم والفقهاء على أنها أشكال مُتعددة للزنا وجميعها لا تجوز.
اقرأ أيضًا: هل الغير بالغ يعتبر زانيًا
يخلط الناس بين أنواع الزنا المُختلفة، ومنهم من يقول إن النظرة لا تُعد زنا، واللمسة لا علاقة لها بالزنا، وما غير ذلك من أشياء قد يفعلها الرجل ولا يضعها تحت بند الزنا، وهي من المُصنفات الأساسية له.
لكن الجدير بالذكر أن الزنا هو كلمة تُطلق على كافة الأمور التي حرمها الله سبحانه وتعالى، والتي منها لمس جسد المرأة، أو النظر إليها، أو تقبيلها، أو مجاريتها في الحرام، أو طلبه منها، واستند أهل العلم في ذلك إلى الحديث النبوي الشريف:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“كتب على ابنِ آدمَ حظُّه من الزنا فهو مدركٌ ذلك لا محالةَ، فالعينانِ تزنيانِ وزناهما النظرُ، والأذنانِ تزنيانِ وزناهما السمعُ، واليدان تزنيان وزناهُما البطشُ، والرِّجلانِ تزنيانِ وزناهُما المشيُ، والقلبُ يتمنى ويشتهى، والفرجُ يصدقُ ذلك أو يكذبُه“.
على الرغم من تعدد أشكال الزنا إلا أن الحكم الواقع على الزاني لا يقع إلا في حالة واحدة فقط والتي يتم بها إيلاج العضو الذكري في فرج المرأة، أما ما تم ذكره في الحديث الشريف هو الزنا المجازي ولا يقع به الحد، ولكن حسابه عند الله سبحانه وتعالى.
لكل شيء من الأمور التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى ونهانا عنها هدف، والهدف من تحريم الزنا هو الحد من اختلاط الأنساب لأن في الاختلاط انتشار للفساد، فهو يُعد أحد القوانين الكونية التي خلقها الله لنا لكي يحفظ بها حدودنا.
أما عن الزنا المجازي الذي يتم دون أن يحدث به اختلاط تلامسي فهو من الأمور المُحرمة والتي على الرغم من عدم وجود عقوبة لها إلا أنها تستدعي المغفرة وطلب العفو من الله سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضًا: حكم المرتد في المذاهب الأربعة
يوجد أنواع مُختلفة من عقوبات الزنا والتي تختلف باختلاف القائم به، حيث قامت الشريعة الإسلامية بالتفريق بين الرجل المُحصن والبكر، ولكن نلاحظ العقوبة الأشد على المُحصن، والتي يتم بها الرجم بالحجارة حتى يموت في حال كان ذكرًا أو أنثى.
كما يوجد بعض الأئمة الذين ذكروا عقوبة الزاني قائلين إنه يجب أن يُجلد قبل أن يتم رجمه بالحجارة، وهذا ما اختلف عما يحدث مع البكر، ومن خلال ما يلي سوف نوضحه.
البكر يتم جلده فقط 100 جلدة، دون أن يحدث له ردع أو كسر أو علة، ويجب أن يتم تغريب الذكر عن البلد القائم بها، أما في حال الأنثى يجب أن تغرَب ليلة واحدة فقط مُسيرة خارج بيتها، وفيما ذُكر في القرآن الكريم عن الزنا ما يلي:
قال تعالى:
(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة النور: الآية 2].
كما أن العقاب لا يختلف بين المملوكة والحرة، فكلاهما يتعرضان إلى العذاب بنفس العقوبة، وذلك لما وُرد عنهما في القرآن الكريم بقوله تعالى:
(فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ) [سورة النساء: الآية 25].
يوجد الكثير من أنواع الزنا التي وُردت وتداولها الفقهاء، وقررنا في الرد على الحالات التي يجوز بها الزنا توضيح تلك الأنواع للتأكيد على أن جميع الأنواع مُحرمة.
فعلى الرغم من اختلاف درجة حرمة الزنا إلا أن جميعها من الموبقات والتي تُصنف من الكبائر، لكن فيما يخص الأشد والأكثر حرمة حسب الزمان والمكان سوف نوضحه فيما يلي:
حسب الزمان | رمضان، الأشهر الحرم، بها انتهاك لحرمة الأشهر العظيمة. |
حسب المكان | بيت المقدس، المدينة المنورة، مكة، ففي تلك البلاد فضيلة تختلف عما سواها. |
حسب الزانيين | أجنبية لا زوج لها، والتي لها زوج، لأن في ذلك تعليق نسب للزوج لم يكن منه. |
يأتي بعد ذلك أنواع أخرى من الزنا الأشد حرمة، والتي سوف تتبين فيما يلي:
الزنا لا ينحرف عن كونه من الكبائر، ولكن تفاوت الدرجات بين الأشد والأعظم منه يتوقف حسب القائم بفعله والمكان والزمان، ولكن الجميع تقع عليه العقوبة، والجميع ويجب عليه الاستغفار في حال الزنا المجازيّ.
اقرأ أيضًا: إذا زنت الفتاة ثم تابت هل يجب إخبار الخاطب
بمجرد التفكير في الرغبة بمعرفة الحالات التي يجوز فيها الزنا فأنت على مشارف الوقوع بها، لذا يجب عليك الوقاية من الوقوع في تلك الكبيرة، ومن خلال ما يلي سوف نوضح كيفية ذلك:
الزنا لا يوجد به تفرقة بين أمور حلال وأشياء حرام، والسؤال عن الحالات التي يجوز بها الزنا من الأسئلة الخاطئة التي تستدرج المُسلمين نحو ارتكاب الخطيئة، فاحرصوا على عدم ارتكاب مثل تلك الذنوب واستغفروا وعودوا إلى دينكم وادرسوا أصوله.
أحدث التعليقات