8 معلومات دينية عن كيفية حساب زكاة المال وشروطها الدينية تُعتبر من الأهمية التي تتطلب الإلمام بها؛ حيث تعتبر الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، لذا فهي فرض واجب لا يصح التهاون فيه، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك العديد من المسلمين قد لا يفقهون كيفية حسابها، وهو ما نوافيكُم إيّاه من خلال موقع سوبر بابا.
تُعد الزكاة بمثابة رزق للفقراء، ومن يُداوم على دفعها يرزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب، وعلى كل مُسلم ومسلمة العلم بأن الزكاة لا تنقص المال، بل إنها مغفرة للذنوب، وتزكية للنفوس، وذلك تصديقًا لقول الله تعالى:
“خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (سورة التوبة: 103)، ومن شروط وجوب الزكاة:
اقرأ أيضًا: حكم تأخير إخراج الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي
تتوقف قيمة الأموال التي يتم إخراجها للزكاة على نوعها؛ حيث إن الزكاة النقدية تختلف عن زكاة التجارة وبالطبع عن زكاة الزروع، ويمكن التعرف على كلٍ منها على حدة:
لحساب زكاة المال النقدية هناك طريقتين يمكن الاعتماد عليهما، وهما:
وجبت زكاة الزروع والثمار إذا بلغت النصاب، ونصاب الثمار والزرع 5 أوسق، وذلك وفقًا لِما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ)، ويعادل الخمسة أوسق 653 كجم بالتقريب.
أي ما يُعادل 60 صاعًا، ومقدار الصاع هو 2.40 كيلو جرامًا، يتم ضرب 5 أوسق 60 فيكون الناتج 300 صاع، وهو نصاب الزكاة في الزروع والثمار بالصاع، ويمكن حساب نصاب الزكاة في الثمار والزرع بالكيلو جرام من خلال ضرب 300 صاع في 2.40 ليكون الناتج 612 كجم، وهو نصاب الزكاة في الزروع والثمار.
أما مقدار الزكاة الواجب في الزروع والثمار إن كانت تسقى بماء المطر فهو العُشر، أي ما يعادل نصف وسق، أما في حال الزروع والثمار التي تسقى بكلفة وآلات فتقدر الزكاة بنصف العُشر، أي ما يعادل ربع وسق، وفقًل لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “فِيما سَقَتِ السَّمَاءُ والعُيُونُ أَوْ كانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وما سُقِيَ بالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ“.
علي صاحب التجارة حساب ما لديه من بضاعة، وإضافة ما معه من مال عليها، ويزيد عليهما ما له من ديون واجبة السداد، وبذلك يكون جمع كل ما لديه من مال.
من ثم يطرح منها الديون الواجبة الدفع، بهذا تم حصر كل ما لديه من أموال، وفي حال بلوغها النصاب وجبت عليه الزكاة، والتي تكون قيمته 2.5% من المبلغ.
اقرأ أيضًا: ما هي النوافل وما هي الرواتب في الإسلام
الزكاة فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما أن لها أجرًا عظيم وفقًا لقول الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة: 227).
كما في حديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ لِمن استَطاعَ إليهِ سَبيلا“.
لذا من يمنعها إنكارًا وجحودًا منه فقد كفر بإجماع الأمة، وبالفعل امتنع بعض المسلمين عن دفع الزكاة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلهم أبي بكر، ويمكن الاستدلال على ذلك وفقًا لِما روى أبو هريرة رضي الله عنه:
(وقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق).
اقرأ أيضًا: فوائد فعل الخير في الإسلام
تذهب الزكاة إلى ثمانية فئات ذكرهم الله في القرآن الكريم، قال تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60).
إن الزكاة حق وركن من أركان الإسلام لا يجب التغافل عنه في حال استيفائها لجميع الشروط، كما يجب العلّم أن في إخراجها بركة للمال وسعة في الرزق.
أحدث التعليقات