مدينة وهران

تعتبر وهران واحدة من أبرز المدن في الجمهورية الجزائرية، حيث تُعرف بأهميتها الكبيرة كأكبر مدينة جزائرية. تتمتع هذه المدينة بتاريخ عريق، يعود تسميتها إلى الأصول البربرية. ويعزى سبب التسمية إلى وادي الهاران، في حين يشير بعض المؤرخين إلى أن الاسم مستوحى من الأسود التي كانت تجوب المنطقة. وقد عُرفت وهران في العصور القديمة باسم “إيفري”، الذي يعني الكهوف، نظرًا لوجود العديد منها في محيطها. تنقسم وهران إلى اثنتي عشرة دائرة حضرية تشمل أحياء مثل حي محي الدين، حي العثمانية، حي برعمامة، حي المتنزه، حي الأمير، حي البدور، حي الصديقية، حي المقري، حي الحمري، حي سيدي الهواري، وحي السعادة.

موقع مدينة وهران

تقع وهران في شمال غرب الجزائر، إذ تطل على خليج وهران الذي يمتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط. يحد المدينة من الجهة الشمالية خليج مفتوح ومن الغرب جبل مرجاجو وهضبة مولاي عبد القادر الكيلاني. تقع المدينة على ضفتي خور وادي الرحي المعروف حالياً باسم وادي رأس العين.

حضارة مدينة وهران

شهدت وهران تعاقب العديد من الحضارات والثقافات، حيث توجد آثار ومعالم تدل على ذلك مثل موقع محجرة أكمول وكهوف كارتل كوشت الجير. تم العثور على قطع أثرية مختلفة مصنوعة من العظم والفحم في مغارات جبل مرجاجو. سكنت مدينة وهران شعوب الإيبيرومويسيين والقدصيين والفينيقيين والرومان والوندال والبيزنطيين والمسلمين. كانت المدينة من المناطق الاستراتيجية التي تنازع عليها الأمويون والفاطميون، حتى تمكن الموصدون من السيطرة عليها. خلال فترة حكم الموصدين، شهدت وهران ازدهارًا كبيرًا بفضل تطوير مينائها البحري.

مميزات مدينة وهران

تتميز واجهات العمارة في وهران بتنوع تصاميمها، حيث تمزج بين الطراز الإسباني والتركي والفرنسي. يعكس التنوع الديني في المدينة وجود العديد من المعالم الدينية مثل مسجد محمد الباشا، ومسجد الباي، وكنيسة سانتا كروز، وكاتدرائية وهران، وكنيسة وهران الكبرى ليهود. بالإضافة إلى ذلك، تضم المدينة العديد من الأضرحة والمقابر التي تحتضن رفات الأولياء الصالحين، كقبة قاضي بو الجبال ومقبرة سيدي الفيلالي ومقبرة فول الدوحة.

سكان مدينة وهران

استضافت وهران العديد من أعظم الأدباء والمفكرين، مثل ليون الإفريقي، والإدريسي، وابن خلدون، وابن خميس. كما استخدم العديد من الكتاب الفنانين وهران كمصدر إلهام في أعمالهم مثل رواية “كلوفيس داردينتور” للكاتب جول فيرن، ورواية “الطاعون” للكاتب ألبير كامو، ورواية “دون كيخوتي” للكاتب ميغيل دي ثيربانتس.

اقتصاد مدينة وهران

تُعد صناعة البلاستيك والبتروكيماويات من الصناعات الرئيسية التي تسهم بشكل كبير في اقتصاد مدينة وهران، نظراً لوجود النفط والغاز في المنطقة. كما تشمل الصناعات الأخرى إنتاج الورق وصناعة المواد الغذائية. يُعتبر القطاع السياحي جزءًا لا يتجزأ من اقتصاد المدينة، حيث تجذب المعالم التاريخية والثقافية المتنوعة الزوار من مختلف أنحاء العالم.