هل يوجد كرامة بين الزوجين في الإسلام؟ وكيف تقوي المرأة شخصيتها أمام زوجها؟ فالعلاقة الزوجية مليئة بالخلافات والمشاحنات التي تحدث بين الزوجين، والتي تستدعي تنازل طرف منهم والمبادرة بالاعتذار للآخر؛ لكي يتم حل هذا الخلاف، فهل للكرامة مكان وسط الزوجين في الإسلام؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال موقع سوبر بابا.

هل يوجد كرامة بين الزوجين في الإسلام

عند حدوث خلاف بين الزوجين فعلى أحد من الطرفين أن يكون لديه الشجاعة الكافية لحل هذا الخلاف.. فالمرأة ترى أن الإقدام على خطوة الصلح يمكن أن يفقدها قدر من أنوثتها؛ لذلك فالرجل هو من يجب أن يفعل هذا الدور.

أما الرجل فيرى المبادرة بالصلح يُمكن أن تقلل من شأنه كرب الأسرة، وأن المرأة هي التي يجب عليها أن تقوم بهذا الدور.. بين هذا وذاك تستمر الخلافات الزوجية لشهور، بل يُمكن أن تمتد إلى أكثر من ذلك لأسباب تافهة وعدم قدرة أحد الطرفين على اتخاذ خطوة فض هذا الخلاف، ولكن هل يوجد كرامة بين الزوجين في الإسلام؟

قد جاء الدين الإسلامي بتعاليمه العادلة؛ لكي يساوي بين الرجل والمرأة في حقوقهم وواجباتهم، فالمرأة فُرِض عليها واجبات تجاه زوجها، وبالمقابل فُرضت الكثير من الواجبات التي يجب على الزوج أن يقوم بها تجاه زوجته.

قد جاءت الكثير من النصوص القرآنية التي تؤكد على ذلك كقول الله تعالى في كتابه العزيز: “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

بينما أكدت السنة النبوية الشريفة على ضرورة طاعة المرأة لزوجها، فعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: “لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته تلحسه ما أدت حقه”. رواه أحمد وصححه الألباني

جعل الله الجنة مرتبطة بطاعة الزوج وعدم إيذائه بأي قول أو فعل، كما جاء في الحديث الشريف “أن المرأة من الحور العين للرجل تقول وهي في الجنة وهو في الأرض إذا آذته امرأته من أهل الدنيا: لا تؤذيه قاتلكِ الله فإنما هو عنديِ زور -يعني زائر- يوشك أن يترككِ أو يفارقكِ إلينا”.

لكل زوجة حقوق ولزوجها كذلك، وحقوقها أقرها الله تعالى في القرآن الكريم لقول الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) سورة البقرة: الآية 228، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إن لكم على نسائكم حقًا ولنسائكم عليكم حقًا»

للتأكيد على إجابة هل يوجد كرامة بين الزوجين في الإسلام؟ وجب التنويه أن الدين الإسلامي الحنيف يصون كرامة الزوجة ويضمن حقوقها، وكذلك الزوج فهو الدين الحق الذي يسعى إلى المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات

اقرأ أيضًا: عادات وتقاليد الزواج في صعيد مصر

ما هي حقوق الزوج في الإسلام؟

على الراغبة في معرفة هل يوجد كرامة بين الزوجين في الإسلام؟ فعليها الدراية الكافية بحقوق الزوج من قِبل الزوجة حتى تتمكن من إعطائه إياها دون إخفاق.

• وجوب الطاعة: فكما جعل الله تعالى أن الرجال قوامون على النساء بالرعاية والإنفاق عليهن وتنفيذ ما يطلبونه، فقد ألزم النساء بطاعة أزواجهن.
• عدم الخروج من المنزل إلا بإذنه: ولأن طاعة الزوج واجبة فحتم هذا الأمر على الزوجة، وقد قال الشافعية والحنابلة في ذلك أنه واجب على المرأة استئذان زوجها قبل الخروج من المنزل، حتى لو كان لزيارة والدها المريض.
• حفظ الأسرار: فالحياة الزوجية مليئة بالأسرار، عليكِ ألا تقومي بإفشائها ولا تشتكي من تعسر الأحوال المعيشية مهما بلغ الضيق، فهي من أهم الحقوق الزوجية التي يجب على الزوجة الالتزام بها.
• المعاشرة بالمعروف: وذلك استنادًا لقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ “.
• تقديم الخدمة للزوج: وتقديم الخدمة تختلف باختلاف طبيعة المعيشة، ولكنها من الأمور التي تندرج ضمن قائمة طاعة الزوجة لزوجها.
• حفظه أثناء غيابه: فمن ضمن حقوق الزوج على زوجته عدم السماح لمن يكره بالدخول إلى المنزل إلا بإذنه، حتى لو كان أقرب الناس إليها.
• تمكين الاستمتاع طبقًا للشرع: على الزوجة تلبية احتياجات زوجها في الفراش ولا تمنع نفسها عنه إلا بوجود عذر شرعي مثل كونها حائض أو نفساء.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق

ما هي حقوق الزوجة في الإسلام؟

في صدد سؤالنا عن هل يوجد كرامة بين الزوجين في الإسلام؟ فمن الجدير بالذكر أن يتعرف الزوج على حقوق زوجته؛ تجنبًا لحدوث المشاكل والخلافات.

• المعاشرة بالمعروف: من خلال حسن المعاملة فهذا يؤدي إلى التآلف والحب والود بينهما وذلك لقوله تعالى:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
• إكرام المرأة: فمعاملة الرجل مع زوجته بود وحب من علامات قوة شخصيته وقدرته على الاحتواء تنفيذًا لما ورد عن الرسول في حجة الوداع عندما قال: (استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ ليسَ تملِكونَ منهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ).
• مراعاة احتياجات الزوجة: يجب على الرجل أن يقوم بتوفير كل ما تحتاجه المرأة من متطلبات ويهتم بشؤونها؛ حتى ينعم بالأمن والاستقرار والحياة الهادئة.
• إعانتها على الطاعة: خاصةً في شهور الزواج الأولى، فإذا لم تكن على وعي بحقوقها على زوجها أن يعينها ويصلح من شأنها ويوفر لها سبل الراحة والأمان.
• العدل بين نسائه إذا كان له أكثر من زوجة: استنادًا لقوله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة) فالرجل مُباح له التعدد، ولكن باشتراط تحقيق العدل بينهم وإعطائهن حقوقهن على أكمل وجه وإلا فواحدة أفضل.
• الالتزام بحقوقها في المهر: فهو حق ألزم الله – عز وجل – به الرجل في قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} فهو أساس من أسس صدق رغبة الزوج في الاستقرار وتكوين أسرة مع زوجته التي اختارها لتكون أمًا لأولاده.

اقرأ أيضًا: حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الحمل

كيف تقوي المرأة شخصيتها أمام زوجها؟

لكي تتأكد الزوجة من هل يوجد كرامة بين الزوجين في الإسلام أن تسعى إلى تطوير شخصيتها من خلال التغير الإيجابي وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد المرأة على تقوية شخصيتها، بالإضافة إلى منحها القدرة على تقدير ذاتها.

1- احرصي على التفكير بإيجابية

فالتركيز على الأفكار الإيجابية بالإضافة إلى التفاؤل والابتعاد عن الأفكار السلبية من الأسباب التي تعزز شخصية المرأة أمام زوجها.

2- تقبل الأخطاء

عزيزتي عليكِ تقبل فكرة أنه لا أحد معصوم من الخطأ فالكمال لله وحده فقط فهذه أولى خطوات الثقة بالنفس وقوة الشخصية.

3- الاعتراف بنقاط الضعف

فلا يوجد أحد منا ليس لديه نقاط ضعف، ولكن يجب عليكِ تقبل هذه الفكرة؛ لأن في الغالب يرى الناس الشخص الذي يعترف بنقاط ضعفه من أقوى الشخصيات.

3- عدم الاهتمام بالانتقادات

لا تكترثي للآراء التي توجه لك الانتقادات السلبية دائمًا، فهي تحد من قدراتك وتقلل من إمكانياتك، عليك الاهتمام بالآراء الإيجابية بدلًا من ذلك التي تعمل على تحفيزك باستمرار.

4- مواجهة المخاوف

فهي واحدة من أهم خطوات تعزيز الثقة بالنفس خاصةً أمام الزوج، حاولي دائمًا تشجيع نفسك من خلال تخطي الصعوبات والتحديات فهي سبب من أسباب تطوير الذات.

5- الابتعاد عن المقارنات

فالمقارنة هي واحدة من الأسباب التي تستنزف قوتك وتفقدك الثقة بنفسك، وإذا كنتِ تريدين المقارنة فقارني نفسك بنفسك التي كنتِ عليها بالأمس، فهذه هي المقارنة الوحيدة العادلة.

6- تطوير الذات

هناك العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها تطوير الذات الذي يعزز ثقتك بنفسك من خلال الدورات التدريبية التي تُعقد عن كيفية تطوير الذات، إما من خلال مشاهدة الكثير من مقاطع الفيديو التي تهتم لهذا الأمر.

إن الشريك الذكي هو من يمتلك ثقافة الاعتذار في حالة كونه المخطئ، فالخلافات الزوجية يجب ألا تطول حتى لا يحدث جفاء بين الطرفين.