هل شرب الماء على الريق يضر الكبد؟ وكيف يمكن الحفاظ على صحة الكبد؟ لا أحد منا لا يشرب الماء بعد استيقاظه من النوم مباشرة أو حتى بعد النهوض من الفراش بوقت، فعادةً ما يكون الماء هو أول ما يدخل إلى المعدة الخاوية في الصباح، من هنا فقد أشار البعض إلى أن تلك العادة من شأنها أن تدمر الكبد وتتلف خلاياه، وسوف نؤكد من خلال موقع سوبر بابا صحة هذه المعلومة أو نفيها.
لقد انتشرت بعض الأقاويل حول الضرر الذي يلحقه شرب الماء على معدة خاوية بالكبد وصحته، إلا أن الأطباء قد أكدوا على أنه لا علاقة أبدًا بشرب الماء على معدة فارغة أي ضرر يلحق الكبد أو يؤثر على إنزيماته ووظائفه الطبيعية، كما أشاروا إلى مدى أهمية الماء للجسم بصفة عامة وقدرتها في الحفاظ على سلامة الجسم وصحته من الداخل والحفاظ على رونقه من الخارج.
يعتمد الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية على شرب الماء الساخن على الريق في الصباح وكذلك على مدار اليوم، وذلك بهدف ملأ المعدة والحد من الإحساس بالجوع والرغبة في تناول الطعام ومساعدة الجسم على خسارة الوزن الزائد.
كذلك وهناك من لديهم عادة شرب الماء البارد على بطن فارغ، وفي كلتا الحالتين يؤثر شرب الماء بهذه الطرق أو بإفراط زائد عن الحد على صحة المعدة والأمعاء والحلق وليس الكبد
اقرأ أيضًا: ما هي الأمراض التي يعالجها شرب الماء الساخن على الريق
لقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [سورة الأنبياء، الآية رقم 30]
تؤكد هذه الآية الكريمة على مدى أهمية الماء بالنسبة لكل شيء في هذه الأرض وليس للإنسان فقط، فلقد خلق الله الإنسان في الأساس من الماء وتطور في نموه بعد ذلك حتى أصبح بشرًا مكتمل البنية والبنيان، وفائدة الماء للجسم لا يمكن حصرها بتلك البساطة إلا أننا نذكر منها الآتي:
اقرأ أيضًا: أضرار شرب الماء الساخن على الكلى
سبق وأوضحنا أن أضرار الماء على الريق للكبد لا أساس لها من صحة ولا وجود لها من الأصل، ويجدر بنا الإشارة إلى أن الكبد عضو بالغ الأهمية بالنسبة إلى جسم الإنسان ويجب الحفاظ عليه بشدة، حيث إن تعرضه إلى الضرر أو التلف قد يودي بحياة الشخص في وقت غير طويل، وإذا أردنا الحفاظ على صحة الكبد فعلينا اتباع النصائح الآتية:
للحفاظ على صحة الكبد يجب على الشخص أن يقلل من تناوله للأطعمة الدهنية الجاهزة والأطعمة المقلية، بالإضافة إلى المكسرات ورقائق الشيبسي والأطعمة المقلية والأطعمة الخفيفة المعلبة، حيث إن تناول هذه الأنواع من الأطعمة يتسبب في إضعاف قدرة الكبد على القيام بالوظائف الطبيعية الخاصة به بشكل سليم، هذا إلى جانب أن تلك الأطعمة تتسبب في تليف الكبد أو إصابته بالندوب وكذلك التشمع التام.
من الضروري جدًا لكل شخص أن يقلل من تناوله للمأكولات السكرية والحلويات بشتى أشكالها وأنواعها، وذلك لأن الكبد يعمل على تحويل السكريات التي تدخل للجسم إلى دهون، وهذا بالطبع يؤدي إلى وجود كميات كبيرة جدًا من السكريات في الكبد وبالتالي تزداد كمية الدهون المصنعة وتتراكم في الكبد وليس من الطبيعي ومضر جدًا أن تتواجد هذه الدهون في الكبد.
يفرط البعض في تناول الأطعمة المالحة وهذا مع الأسف بمرور الوقت يتسبب في إصابة الكبد بالتليف، ويجدر بنا الإشارة إلى أن الأطعمة أو الأغذية المعلبة وكذلك الوجبات السريعة الجاهزة والمعالجة، تحتوي على كميات كبيرة من الملح وكذلك معظم المنتجات المعلبة مما يشكل خطرًا بالغًا على الكبد.
يقصد بذلك شرب كميات وفيرة من الماء حيث إنه يساعد الكبد على التخلص من السموم والشوائب المتراكمة فيه، كما وينصح الأطباء بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء بشكل يومي للحفاظ على صحة الكبد، مما ينفي الادعاءات القائلة بخطورة الماء على الكبد.
تشكل السمنة المفرطة أو زيادة الوزن بوجه عام خطورة بالغة على الكبد لكونها تتسبب في زيادة تراكم الدهون على الكبد، هذا إلى جانب زيادة الاحتمالية بإصابة الكبد بالندب وتدهور الوضع أكثر حتى يتلف الكبد أو يصاب بالتشمع.
اقرأ أيضًا: متى يكون ارتفاع إنزيمات الكبد خطر
قد يصاب الإنسان بإحدى الفيروسات أو التهابات الكبد الوبائية نتيجة الإهمال في حق النظافة الشخصية، حيث إن إهمال غسل اليدين أو استخدام الأغراض الشخصية للآخرين وكذلك استخدام الإبر الملوثة يؤدي إلى الإصابة بفيروس بي أو فيروس سي أو فيروس أي، لذا من الأفضل أن يهتم الشخص بغسل يديه بشكل دوري لتجنب التعرض للملوثات الحاملة لتلك الفيروسات.
بالإضافة إلى ضرورة تخصيص أدوات للعناية والنظافة الشخصية بعيدة كل البعد عن تلك المتداولة بين الأشخاص الآخرين، كما ويحظر تمامًا ممارسة العلاقة الجنسية بإحدى الطرق الغير مشروعة لكونها تتسبب في الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوع بي والنوع سي والنوع ج، وينصح أيضًا بتجنب استخدام المراحيض الغير مطهرة وأخذ الحذر عند التعامل مع الأشخاص المصابين بفيروسات الكبد المختلفة وعند استخدام الإبر أو الحقن أو الأدوات الطبية.
تكمن خطورة الماء على الكبد في الإفراط المبالغ فيه لشرب المياه، حيث إن ذلك يؤدي إلى فشل بعض وظائف الجسم وزيادة الضغط على الدماغ، وتسمى تلك الحالة بتسمم الماء ولكنها قليلة الانتشار.
أحدث التعليقات