هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت؟ وكيف نعلم بأن الحلم من الرؤى؟ كثير من الناس يهتم بالأحلام التي تظهر في منامهم ويريدون تفسيرها، وقد اختلفت آراء المفسرين حول تأويل الرؤيا، وفى هذا المقال من خلال موقع سوبر بابا سنعرض لكم كافة التفاصيل الخاصة بهذا الموضوع.

هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت؟

عندما تتحقق شروط وعلامات الرؤيا لبعض الأشخاص، فإنهم يريدون تفسير الرؤيا التي وردت في منامهم، وتحدث بعض المتخصصين في تفسير الأحلام عن إمكانية تحقق الرؤيا بمجرد تفسيرها.

فقد ورد حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تفسير الرؤيا حيث قال: “رؤيا المؤمِنِ جزءٌ مِنْ أربعينَ جُزْءًا مِنَ النبوَةِ، وَهِيَ علَى رِجْلٍ طائِرٍ، ما لم يُحَدِّثْ بِها، فإذا تَحَدَّثَ بِها سقَطَتْ، ولا تُحَدِّثْ بها إلَّا لبيبًا، أوْ حبيبًا.”

• بعض العلماء يقولون: تتحقق الرؤيا إذا فسّرت، لكن يجب أن يكون محتملًا من حيث ما تحمله من رموز، بمعنى أنه يكون تفسير منطقي.
• أما في حالة إن كان التفسير خاطئ ولا يوجد به منطقية بالنسبة للرؤيا؛ فلا يتحقق، وإنما يتحقق أول تفسير منطقي بعده مباشرة؛ وهذا الأمر على خلاف بين المفسرين.

اقرأ أيضًا: ما هو الحلم وما هي الرؤيا

هل يتحقق التفسير الأول للرؤيا؟

ردًا على تساؤل هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت، لابد من معرفة أي التفاسير تتحقق إذا وجد أكثر من تفسير للرؤيا، حيث يعتبر التفسير الأول للرؤيا ذو أهمية كبيرة بالنسبة للمفسرين، واختلفوا حول هذا الأمر على النحو التالي:

• الرأي الأول: يرى بعض العلماء أن التفسير الأول للرؤيا يحدث ولو كان خاطئًا أو غير منطقي بالنسبة للرؤيا، بدليل الحديث السابق، بينما البعض يقول: إن التفسير الأول للرؤيا يحدث إن كان محتمل فقط.
• الرأي الثاني: يرون أن الرؤيا تحدث مع أول تفسير محتمل لها ولا يشترط حدوث التفاصيل، حيث إن الرؤيا إذا تم تفسيرها على أنها خير؛ يحدث خيرًا للرائي ولا يشترط أن يكون بنفس تفاصيل التفسير، كذلك لو فسرت بالشر فإنه يحد شرًا دون اشتراط التفاصيل.

استدلوا بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها خير، فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها”.

• الرأي الثالث: يرون أن الرؤيا يكون لها تفسير واحد فقط وهو الذي يحدث، فالرؤيا لها تفسير واحد فقط صحيح وسوف يحدث ولا يؤثر أي رأى غير ذلك.

استدلوا على ذلك بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: “رأيت في المنام أني أهاجر إلى أرض بها نخل فذهب وَهِلَي إلى أنها اليمامة أو هَجَر، فإذا هي المدينة يثرب“.. فهذا الحديث الشريف لم يتم تفسيره على أن الرسول سوف يذهب إلى المدينة المنورة، لكنه ذهب إليها فيما بعد وتحققت الرؤيا.

لذلك يعد هذا القول هو أكثر الآراء الصحيحة؛ لأن الرؤيا تعتبر علم يعطيه الله لمن يشاء من عباده، فمن الممكن أن يعطي الله التفسير الصحيح لشخص معين ومن الممكن ألا يعطيه لأحد.

اقرأ أيضًا: ما هي القيم التي عبر عنها النابغة الجعدي وتفسيرها

الوقت الذي تتحقق الرؤيا فيه

قام المفسرون بالبحث في هذا الأمر وتم الاتفاق على أنه لا يوجد وقت معين أو تاريخ معين لحدوث الرؤيا؛ وذلك لعدة أسباب تم الاستناد عليها.

• قال الله تعالى في سورة يوسف: “إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (٤)“، فتحققت تلك الرؤيا بعد مرور سنوات عديدة، وذلك من قول الله تعالى في سورة يوسف “ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا… (١٠٠)”
• قد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه ظهرت له رؤيا من الله -عز وجل- بدخول مكة، لكنها لم تحدث إلا بعد عام من الرؤيا، فقد قال الله تعالى: “لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ… (٢٧) سورة الفتح.

من خلال هذه الأسباب.. اتفق المفسرين وأهل العلم على أن الرؤيا لا يوجد لها وقت معين للحدوث، ولا تاريخ معين.

اقرأ أيضًا: تفسير حلم استعارة السيارة في المنام

الفرق بين الرؤيا والحلم

من أجل تفصيل القول حول تساؤل هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت؟ يجب معرفة ما إذا كانت الأحلام السيئة تحقق أم لا، حيث يرى كثيرًا من الناس أحلامهم سيئة، ويعتقدون أنها سوف تحدث.

ليست كل الأحلام تصنف رؤى حتى تحدث، حيث تنقسم الأحلام إلى:

أولًا: الرؤيا الصالحة

الحلم الذي يظهر للإنسان من -الله عز وجل- لأحد سببين فقط: إما أن تكون بشرى تحمل الخير للإنسان، أو تكون إنذار من الله تعالى للإنسان؛ من أجل تحذيره من شيء سوف يؤذيه أو يكون شر له؛ لذلك فإن الرؤيا لا تحمل الأحلام السيئة.

تتميز الرؤيا بأنها واضحة بكامل تفاصيلها، ولا ينساها الإنسان عندما يستيقظ، كما أنها لا تأتي بناء على تفكير الإنسان طوال اليوم، بمعنى أنها ليست من العقل الباطن كما يحدث في كثير من الأحلام.

2- حلم الشيطان

تم تصنيف هذا النوع من الأحلام على أنه الكوابيس التي تكون من الشيطان؛ ليفزع الإنسان أثناء نومه.

لذلك فإن هذا النوع من الأحلام يكون سيئًا دائمًا، فينبغي على الإنسان عندما يحلم بهذا النوع ويستيقظ أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا يفكر في الشيء الذي حلم به.

3- حديث النفس

هو عبارة عن أحلام متعلقة بالأحداث التي مر الإنسان بها في يومه، فإنها تكون من العقل الباطن.. ومن الممكن أن تكون أحلامًا جيدة أو تكون سيئة؛ وذلك حسب حالة الإنسان النفسية كما كان يحدث في يومه.

يمكننا القول إن الرؤيا تحدث للإنسان الصالح والصادق فقط، فهي خير يعطيه الله للإنسان الصالح والصادق في أعماله؛ لذلك يجب على الإنسان أن يحمد الله ويشكره على تلك النعمة.