هل الزوج النرجسي يحب زوجته؟ ومتى يتخلى عنها؟ صفاتٌ سوداوية كثيرة ربما تجدها المرأة إن كان زوجها مُصابًا باضطراب النرجسية، نعم.. فهو الأناني المتكبر، الذي لا يُعطي ولا يريد سوى الأخذ بكل ما أوتي من قوة، لذا تمكنا من سوبر بابا أن نُسلط الضوء على النرجسيّ في العلاقة الزوجية.
كثيراتٌ هنّ من يقعن في حب رجل نرجسيّ، أي رجل يُعاني من اضطراب نفسي وسلوكيّ فهو ليس كبقية الرجال، فهو من يمتلك نصيبًا زائدًا من التفاخر بنفسه، وشيء من التعالي، وكثير من الكِبر، والأنانية المفرطة.. وهناك دراسة أمريكية أثبتت أنّ الرجال هم الأكثر نرجسية عن النساء.
صفات كهذه في رجل ربما تجعل المرأة تُفكر ألف مرة قبل الزواج منه، فهو من يُقدر ذاته بطريقة ربما تجعله يُدني من ذاتها هي، وهو ما لا تقبله النساء.. ناهيك عن أهم صفة فيه ربما تؤثر على العلاقة الزوجية بُرمتها، وهو أنه يُعاني من تبلد المشاعر.
فالمشاعر من قبيل العطاء، حينما يُحب رجل امرأة، فإنه يُعطي إليها مشاعر كثيرة لا الحب فقط، وهو ما لا يكون النرجسيّ قادرًا عليه، على إثر شخصيته المضطربة.
لكن الرجل النرجسي كغيره من الرجال تجذبه امرأة معينة ويُحبها بعد الإعجاب، إلا أنّ ما يجعل إجابة “هل الزوج النرجسي يحب زوجته” موضع شك أنه سرعان ما يُفقد شعور الحب تجاه زوجته، فيصير حبه غير حتميًا أو مؤكدًا، بالنظر إلى تقديسه لذاته فوق كل شيء.
بل في بعض الأحيان يُخفي مشاعره، حتى يتجنب التضحية للطرف الآخر، في سبيل المحافظة على قوة شخصيته، فيكون من الصعب عليه الوقوع في حب حقيقي صادق والإعراب عنه بالأفعال.. ولأنه لا يهتم بإسعاد شخص غيره ربما نُجزم بأن الزوج النرجسي لا يُحب زوجته.
اقرأ أيضًا: أسباب تستحق الطلاق
عادة ما يكون الزوج النرجسيّ في بداية التعارف شخصية جذابة، لذا تقع الكثير من النساء في فخّ حبه، وقبوله كرجل مميز من نوعه.
بل من الرجال بهذا الاضطراب يسعون بكافة الطرق إلى نيل إعجاب من يتوددون إليهنّ، لجعل المرأة في نهاية المطاف هي الأكثر حبّا والأكثر تعلقًا.. فالأمر يُعزز ثقة الرجل النرجسيّ بذاته.
لكن في حقيقة الأمر، لا يُحب النرجسي سوى ذاته، وما تشعر به المرأة من مشاعر حب من قبيله، هي صورة زائفة لا تمتّ إلى حقيقة ما في قلبه بصلة.
فإن كان يُحبها حقًا سيجعل لها الأفضلية لا لنفسه، وسيتخلى عن صفاته السلبية شيئًا فشيئًا من أجلها، وسيُشعرها بالراحة والأمان الذي تحتاجه.
عادة ما يقوم الرجل النرجسي بشيء من التخلي كنوع من أنواع الصمت العقابي مع زوجته، ففترات الاهتمام الدافئ يتخللها برود عاطفي.. فربما يتخلى النرجسي عن زوجته لأي من تلك الأسباب:
لمّا كانت النرجسية تعني المبالغة في الثقة والتكبر، فإنّ النرجسية الجنسية هي ذلك الشعور المفرط بالقدرة على الأداء الجنسي.. فلا يُعتبر النرجسي ضعيفًا من الناحية الجنسية بيد أنّه ذو سلوك جنسي مضطرب.
الغريب في الأمر أن من الأزواج المُصابون بالنرجسية يتخلون عن زوجاتهنّ هربًا من العلاقة الحميمة.. فهي نوع من المسؤولية التي يخشاها النرجسي.
لأنه ببساطة لا يحتمل عدم الإطراء، أو عدم إيصال زوجته إلى المتعة التي تصبو إليها، فيهرب من العلاقة برمتها، تحت ذريعة أنه يعيب على جسدها الذي لا يُعجبه تارة، أو أنها لا تُثير رغبته وتُحفز من استثارته بالقدر الكافي تارة أخرى.. فيترك عليها الإسقاطات التي يُفسر من خلالها إحجامه.
اقرأ أيضًا: الزوج المتسلط في الإسلام
إن كان الزوج النرجسي يُحب زوجته فإنه بالضرورة لا يبخل عليها إطلاقًا، لكن ما يثبت نفي هذا الحب أنه أحيانًا ما يكون بخيلًا على الجانب العاطفي والمادي.
فالبخل له عوامل مسببة له، أغلبها ينم عن وجود اضطرابات نفسية، فباعتبار أن النرجسية بمعزل عن حب العطاء والتمحور حول الذات.. من الطبيعي إذًا أن يكون الرجل النرجسي بخيلًا على زوجته، وهو ما يؤكد عدم حبه لها.
النرجسي يفخر بكونه مطلوبًا، فقد يكون الرجل النرجسي أكثر ميلًا إلى الخيانة مقارنة بغيره.. فهو في اعتقاده أن لديه من القوة الجنسية ما يُمكنه من إشباع رغبات أي امرأة.
ناهيك عن ثقته الزائدة في مهاراته الجنسية التي تجعله يخون زوجته لأنها ببساطة لا تُرضي رغباته، فامرأة واحدة لا تكفي.
فقد أثبتت الدراسات أن الزوج النرجسي يستغل شريكته من الناحية الجنسية، ويشعر أنه من حقه خيانتها، لأن الحصول على الإشباع الجنسي الكامل حق مكتسب له، لذا تكون خيانته في منطقه مُبررة.
على جانب آخر، أحيانًا يتورط الرجل في الخيانة حينما يبحث عن أنثى هي الأكثر مثالية في رأيه، باعتبار أنه مميز عن غيره.. وسبب آخر يدفعه إلى الخيانة نابع عن إحساس بالسيطرة على أكثر من امرأة في آن واحد، فيمتلك قلوبهنّ وزمام أمرهنّ، فلا يُحب الرجل النرجسي زوجته وإلا ما كان له خيانتها!
اتفق كثيرٌ من الباحثين على أنّ الزوج النرجسي لا يُحب زوجته، ويسعى إلى طمس شخصيتها بالكامل، بإشعارها بالذنب والدونية، والتحكم فيها، وجعلها بمثابة الأداة الخاضعة الطائعة لما يهوى.. فالنرجسي لا يُنتظر منه أن يتغير بعد الزواج.
ربما تحاول المرأة التي تُعاني من صفات الرجل النرجسيّ أن تُغيره بعد الزواج، لاسيما إن كان قابلًا بالخضوع إلى العلاج النفسي، حتى تُقوَّم سلوكياته، وتُغيَّر مهاراته، ويُدرك كيف يتعامل مع الآخرين.
على أنها يُمكنها أن تُساعده على ذلك العلاج.. من خلال اتباع بعض الآليات.
نعلمُ أن النرجسيّ يصعب التعايش معه في أغلب الحالات، لكن مع زيادة وعي الزوجة، ستكون من القوة ما يُخوّل لها التعايش معه دون خسائر على صحتها النفسية، فتُتقن الأساليب المُثلى للتعامل معه.
اقرأ أيضًا: أسباب كثرة طلب الزوج للجماع
أحبُّ في الرجال ثقتهم بأنفسهم، وكان ذلك مطلب.. رجلًا من النوع الثقيل، قوي الشخصية، لا يتودد لهذه وتلك، حتى لا يرى غيري، ولا تُعجبه الحسناوات من النساء، وكان هذا مطلبي فقط!
ما إن فزت برجل بمثل تلك المواصفات، وقعت في حبه دون النظر إلى الصفات الأخرى، وقد تزوجنا، ولم أجد لذة العيش معًا.. فهو زوج نرجسيّ.
علمتُ أن العلاقة أصبحت سامة بالفعل وعليّ أن أتخلص منها حينما تجلّت صفات زوجي في كافة السلوكيات الصادرة عنه، فاستحالت العشرة معه.
لم يكن أمامي حلًا سوى الانفصال، فهو لن يتغير، ومهما حاولت أن أفعل، سيكون محط اهتمامه الوحيد أن يُصبح هو كل شيء.. وانفصلت عنه، بعد أن ترك في حياتي بصمة سوداء لا تُنسى بالزواج من زوج نرجسيّ.
أوضح خبراء الطب النفسي أن النرجسية هي اضطراب يجب علاجه قبل أن تتفاقم علاماته، إن كان في رجل أو امرأة تصير معه الحياة الزوجية في مهب الريح.
أحدث التعليقات