هل الزوج الميت يحس بزوجته؟ وهل يشعر ببكائها؟ في الواقع من الصعب جدًا على امرأة فِراق الرجل الذي اعتبرته كُل ما لها بالدنيا، يتركها ليرحل للدار الآخرة دونها، فتظل راغبة في أن تبقى على تواصلٍ معه ولو حتى كان بالشعور، وهو ما نعرفك عبر سوبر بابا.
شعور الميت بزوجته أو أهله بعد الوفاة حقيقة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبرِه وتَولَّى عنه أصحابُه وإنه ليَسمعُ قَرْعَ نعالِهم، يأتيه مَلَكَانِ فيقولانِ: ما كنتَ تقولُ في هذا الرجلِ يعني: محمدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ قال: فأمَّا المؤمنُ فيقولُ: آمنتُ أنه عبدُ اللهِ ورسولُه، فيُقالُ له: انظرْ إلى مقعدِك في النارِ قد أبْدَلَكَ اللهُ مقعدًا في الجنةِ فيراهُما جميعًا“.
هذا يعني أن حواسه لا تتوقف، بل يسمع من حوله، ليس السمع فقط ما يبقى في الميت، بل إنه يتكلم أيضًا، فقال صلى الله عليه وسلم: “وما من رجُلٍ يمرُّ بقبرِ الرَّجلِ كانَ يعرفُهُ في الدُّنيا فيسلِّمُ عليْهِ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليْهِ روحَهُ حتَّى يردَّ عليْهِ السَّلامَ“ صحيح.
لذا لا ضير إن حادثت الزوجة زوجها في قبره، من الأكيد أنه سيشعر بوجودها، ويسمع كلامها.
اقرأ أيضًا: أول ليلة في القبر
أرواح المؤمنين تتقابل وتجتمع في الحياة الآخرة، كما يجتمع الزوجان، طالما انتهت حياتهما ولا زال بينهما عقد، وفي الآخرة تكون زوجة الرجل أحب إليه من الحور العين، وفي عينه هي أجمل منهن جميعًا.
ورد في حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنَّ الميِّتَ ليعذَّبُ ببُكاءِ أهلِه عليهِ، فذُكرَ ذلِكَ لعائشَةَ فقالَت وَهِلَ إنَّما مرَّ النَّبيُّ علَى قبرِهِ فقالَ: إنَّ صاحبَ القبرِ ليُعذَّبُ وإنَّ أهلَه يَبكونَ عليهِ، ثمَّ قرَأتْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى” رواه النسائي.
لذا من واجب الزوجة أن تتوقف عن البكاء على زوجها، فهذا ليس من الحب، بل يُمكن أن يتسبب بالأذى له.
اقرأ أيضًا: اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك
من خضم الاشتياق الكبير، تبقى الزوجة راغبة في أن تتواصل مع ذاك الذي انطوى عنها تحت التراب، ولأنها لن تراه، ولن تتحدث معه، سيكون عليها اتباع أساليب أخرى.
قال صلى الله عليه وسلم: “إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له” رواه أبو هريرة.
أكثري من إخراج الصدقات له، فإن ثوابها يصل له بإذن الله، ويُفضل أن تكون صدقة جارية، مُصحف أو لِباس ساتر لامرأة فقيرة، أو نشر علم، أو سبيل ماء، ليبقى الثواب ممتدًا إلى ما شاء الله.
يصل الدعاء للميت بالتأكيد، بل هو ما قد يُجنبه العذاب، ويُفضل أن تدعو له بالرحم وسعة القبر وغفران الذنب، والرفعة في الجنة.
الميت في دار الحق مشغول عن الكذب أو الخداع وأمور الدنيا، لذا رؤيته في المنام حقيقية، وليست من الشيطان، لذا يمكنك الدعاء بأن يزورك بالمنام.
اقرأ أيضًا: أدعية لتخفيف الحزن على الميت
كثيرًا ما تقلق الزوجة المُحبة على زوجها بعد الوفاة، وتسأل كيف حال زوجها؟ وهل الميت يحس بزوجته؟ هل يشعر بأكل الدود لجسده؟ ففي الواقع يتحلل جسد الإنسان، دونما تفرقة أهو صالح أم طالح.
الاختلاف يكون في مدى شعوره بهذا التحلل، فإذا كان صالحًا يُقلل هذا من قدر شعوره بأكل الدود لجسده، فالله تعالى رحيمٌ بالمؤمنين، ولا يُعرضهم لهذا الألم.
الاستثناء الوحيد للتحلل من عدمه يكون للأنبياء، فقد حرّم الله تعالى على الأرض أن تأكل أجسادهم الشريفة.
شعور الرجل بزوجته بعد الوفاة هو ما يبث بقلبها الصبر على ما صابها في فقدانه، فموت الزوج ليس بهيّن، نسأل الله لها الثبات.
أحدث التعليقات