تباينت آراء العلماء حول مسألة الزواج، وهل هو نصيب مقدر أم خيار شخصي. يشعر كثير من الناس بالحيرة في تحديد ما إذا كانت قراراتهم في اختيار شريك الحياة مدروسة أم أنها محض نصيب من الله -تعالى-. وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ).
كما أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضاً: (إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ). هذا توجيه نبوي مهم للشباب والشابات قبل الإقدام على الزواج، لتحسين خياراتهم قبل هذه الخطوة الكبرى.
يجب على الشاب أن يتبع بعض الخطوات قبل اتخاذ القرار، مثل النظر في مظهر الفتاة، حيث إن ذلك قد يسهم في توافقهما. كما ينبغي على الفتاة استقصاء معلومات عن الشاب وأخلاقه، وعدم القبول بالزواج تحت ضغط أو إكراه، إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الأيِّمُ أحقُّ بنفسِها مِن وليِّها، واليتيمةُ تُستأمَرُ وإذنُها صماتُها).
إذا تم الزواج وتمت العلاقة بشكل جيد، فإن ذلك من علم الله -تعالى- المسبق، ويكون الشاب والفتاة قد اتخذا الأسباب اللازمة لذلك، ونسأل الله التوفيق بينهما. أما إذا لم تكن الأمور كما يرجوان، فهذا من قدر الله -تعالى-، وفليس من الحكمة أن يلوم أحدهما الآخر، إذ أن ذلك حصل دون إرادتهم.
لقد خلق الله -تعالى- الإنسان وعلم بكل ما يعتري حياته من خير وشر، وقد خصص له أموراً مقدرة لا يمكنه تغييرها. فالبشر في مواضع معينة يكونون مُسَيَّرِين، لكنهم في أمور أخرى يمتلكون حرية الاختيار. لذا، يجب على الفرد أن يحسن خياراته كونه مسؤولاً عنها، فهي جزء من أفعاله وقراراته.
قال الله -تعالى-: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ). يتوجب على الأفراد حساب ما يقع تحت إرادتهم من خيارات، مثل اختيار طريق الحق أو الضلال، أو خيار الطاعات أو المحرمات. أما الأمور التي لا تتعلق بقدرتهم كمكان ولادتهم، أقاربهم، أو لون بشرتهم، فلا سلطان لهم عليها.
يعتمد اختيار الزوج أو الزوجة على معايير تتضمن حياة مليئة بالتفاهم بين الزوجين. ومن هذه الأسس التي تساعد على الحصول على زواج ناجح:
أحدث التعليقات