تشير الروايات التاريخية إلى أن نوحًا -عليه السلام- نشأ في العراق، حيث قام بدعوة قومه هناك. ويُذكر أن نوحًا -عليه السلام- أسس مدينة نهاوند في إيران، التي تقع على جبل شهير بوفرة الفواكه، وتحتوي على أنهار وبساتين تشتهر بجودتها، مما جعل فواكهها تُنقل إلى العراق. وكان يُطلق على هذه المدينة سابقًا “نوح أوند”، ثم تم اختصار الاسم إلى نهاوند. ووفقًا لروايات الطبري وابن كثير -رحمهما الله-، وُلِد نوح بعد وفاة نبي الله آدم -عليه السلام- بمقدار 126 سنة، وبالتالي كان بينهما عشرة قرون. يُقال أيضًا أنه بُعث فعليًا لقومه في جنوب العراق، وتوفي -عليه السلام- في مكة المكرمة.
تتعدد الأقوال حول المكان الذي عاش فيه نوح -عليه السلام- بعد الطوفان، ومن هذه الأقوال:
يعتبر نوح -عليه السلام- من أولي العزم من الرسل، وإليكم نبذة مختصرة عنه:
كان قوم نوح يعبدون الأصنام، وأهمها: “ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر”، حيث كان هؤلاء يمارسون عبادة الأصنام بعيدًا عن الله. أرسل الله لهم نوح -عليه السلام- ليدعوهم لعبادة الله وطاعته، واستمر في دعوته لمدة 950 عامًا، حيث قوبل من قبلهم بالسخرية والتهكم هو وأتباعه، بما في ذلك زوجته وابنه اللذين لم يؤمنوا. لم يؤمن مع نوح -عليه السلام- إلا قلة.
أوحى الله إلى نوح -عليه السلام- بصنع سفينة كبيرة، وكان قومه يستهزؤون به عندما يرونه يعمل على بناء السفينة على اليابسة. وعندما جاء وعد الله وفار التنور، أخذ نوح -عليه السلام- من آمن معه إلى السفينة، وأحضر من كل نوع من الدواب زوجين اثنين. حاول نوح -عليه السلام- إقناع ابنه بالإيمان والمشاركة في النجاة، لكن ابنه أصر على الكفر واعتقد أنه سيتجنب الغرق باللجوء إلى جبل ما، مما أدى إلى نجاة نوح ومن آمن معه بينما هلك الباقون.
خلاصة المقال: تذكر الروايات أن نوحًا -عليه السلام- وُلِد ونشأ في العراق، وقد أسس مدينة نهاوند الإيرانية، عاش بعد الطوفان في الكوفة، أو في الشام، أو في الهند، أو في دمشق حسب الأقوال المختلفة. كان نوح أول رسول أرسله الله إلى الأرض، دعا قومه للإيمان بالله وترك عبادة الأصنام، لكنهم استمروا في عنادهم. وفي النهاية، أنجى الله -تعالى- نوحًا ومن آمن معه من الغرق، وأهلك الكافرين.
أحدث التعليقات