يُعتبر وادي الدواسر محافظة تابعة لمدينة الرياض، وقد كان يعرف قديمًا بعدة أسماء مثل عقيق بني عقيل، والعقيق، وعقيق تمرة. أُطلق عليه هذا الاسم نسبةً إلى السكان الأصليين الذين ينتمون لقبيلة الدواسر أو الدوسري.
تتميز منطقة وادي الدواسر بمناخ صحراوي (قارّي)، حيث تتسم درجات الحرارة بالارتفاع الشديد خلال فصل الصيف، وتنخفض إلى درجات معتدلة خلال فصل الشتاء. تصل درجات الحرارة العظمى في الصيف إلى ما يتجاوز (45) درجة مئوية، بينما يمكن أن تصل في الشتاء إلى حوالي (5) درجات مئوية.
تعد وادي الدواسر غنية بالآثار التاريخية بفضل العديد من الحضارات والممالك التي استوطنتها عبر العصور. من أبرز معالمها القرية الأثرية “الفاو”، التي تبعد حوالي (100) كيلو متر عن جنوب شرق مركز المحافظة، وتشرف على الربع الخالي من الجهة الشمالية الغربية، حيث تلتقي جبال طويق بوادي الدواسر.
كانت القوافل تسير من الشمال الشرقي، بدءًا من مملكة سبأ، وحضرموت، ومعين، وحمير، ومنطقة قتبات، متوجهة نحو نجران، ومن ثم إلى الأفلاج، ثم اليمامة، ومن ثم إلى شرق الخليج، ثم شمالاً نحو الرافدين وبلاد الشام.
تحفل المنطقة بآثار حضارة مملكة “كندة” وملك قحطان، بالإضافة إلى الشاعر المشهور امرؤ القيس. تبرز آثار تلك الحضارات في معالم أسواقهم، ومنازلهم، ومأكولاتهم، وأزيائهم، وحصونهم، وثقافاتهم، وأنشطتهم الاجتماعية والاقتصادية، فضلاً عن معابدهم القديمة التي تعود إلى ما قبل (300) عام قبل الميلاد. توجد أيضًا مناطق أثرية أخرى مثل قرية “الجو” الواقعة في شمال المحافظة، إلى جانب العديد من القصور والحصون الأثرية التي لا تزال قائمة تحدي عوامل الزمن.
أحدث التعليقات