هضبة نجد

تُعتبر هضبة نجد من أبرز المناطق الجغرافية في الجزيرة العربية، حيث تُعد واحدة من أكبر الهضاب في العالم، إذ يرتفع ارتفاعها إلى حوالي 1500 متر عن مستوى سطح البحر. تاريخياً، تمثل هضبة نجد مسكناً لممالك عدة، مثل مملكة كندة، وبني حنيفة، وبني أسد.

أسباب التسمية

لم يتمكن المؤرخون والباحثون من تحديد السبب الدقيق وراء تسمية هضبة نجد، لكن بعضهم يرجح أن تُعرف هضبة نجد باسم “اليمامة”. تاريخياً، كانت التوزيعات الجغرافية تعتمد على عوامل دينية وسياسية، ومعنى كلمة “نجد” في اللغة العربية يشير إلى المكان المرتفع. لذا تم تسمية بعض المناطق الأخرى في الجزيرة العربية بنجد بسبب ارتفاعها الملحوظ، مثل الحجاز.

تاريخ المنطقة

كانت منطقة نجد القديمة تُعرف بمملكة كندة، التي تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد. وقد كانت مملكة نجد واحدة من الممالك ذات العلاقات الوثيقة بمملكة سبأ. كانت المملكة تعبد الآلهة المصنوعة يدوياً كالأصنام، وكان يُطلق على كبيرهم اسم “كهل”، مما أدى إلى إطلاق اسم كهل على المملكة. لقد شهدت هذه المملكة اتساعًا كبيرًا في فترة ما بعد الميلاد.

وفي القرن السابع الميلادي، بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى منطقة الحجاز لتبليغ رسالة توحيد الله سبحانه وتعالى. خلال تلك الفترة، هاجرت قبائل نجد إلى الحجاز للتعرف على الدين الجديد، وقد ذكر في القرآن الكريم: “إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ”. ومن بين هؤلاء كان هناك شخص يُدعى الأقرع بن حابس، الذي كان يسعى للحصول على مقابل وسبايا من بني تميم في إحدى الغزوات.

التاريخ الحديث لنجد

تعتبر نجد منطقة معزولة جغرافياً، حيث تحيط بها الكثبان الرملية من ثلاث جهات. كانت نجد واحدة من المناطق الاستراتيجية، إذ كانت تمثل أحد طرق التجارة الرابطة بين العراق والبحرين، وأصبحت حديثاً مسارًا للحجاج.

الجغرافيا والنمط المناخي لنجد

تُعد هضبة نجد من بين أعلى الهضاب الجغرافية عالميًا، إذ يصل ارتفاعها إلى حوالي 1500 متر عن مستوى سطح البحر. تنخفض الهضبة تدريجياً من الشرق إلى الغرب، وتتبع الهضبة لصحراء الحجارة، ويحدها من الشرق صحراء الدهناء، ومن الجنوب صحراء الربع الخالي، بينما تحدها جبال الحجاز. كما أن مناخ نجد قاري، حيث يتميز بالحرارة الشديدة في فصل الصيف وبرودته النسبية في فصل الشتاء.