يستند القرآن الكريم إلى حقيقة أن آدم وزوجته -عليهما السلام- هبطا إلى الأرض من الجنة بعد أن ارتكبا معصية الأكل من الشجرة. ومع ذلك، لم يرد تحديد مكان هبوطهما في القرآن أو السنة النبوية الموثوقة. بعض ما ورد من أقوال قد تكون ضعيفة، وقد استندت إلى روايات من أهل الكتاب، مما يجعل من الصعب اعتماده. وعليه، يجب التعامل مع هذه الروايات بشكل حذر حيث لا يمكن الوثوق بها بدون دليل من الشريعة الإسلامية. ومن هذه الأقوال المتداولة: أن آدم نزل في الهند بينما حواء كانت في جدة، بالإضافة إلى آراء أخرى تشير إلى هبوطهما في المنطقة بين الطائف ومكة. وقد ذكر السدي في تفسيره أن آدم -عليه السلام- نزل في الهند وكان يحمل الحجر الأسود وشيئًا من ورق الجنة، ولكن لا يوجد دليل قوي يؤيد أي من هذه الآراء.
خلق الله آدم -عليه السلام- من تراب ثم طين، ثم صوّره بيده. وتوجد روايات عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تتعلق بخلق آدم، حيث يُقال إن الله -تعالى- خلق آدم من قبضةٍ أخذت من جميع الأرض، وكان طوله ستون ذراعًا. وبعد أن خلقه الله على صورته، نفخ الروح فيه، بينما حواء خُلقت من ضلع آدم، وهذا يشير إلى أنها خُلقت من الضلع الأيسر لآدم. وذهب بعض المفسرين إلى أن ذلك يعبر عن كيفية إخراجها كما تخرج النخلة من نواتها.
سمح الله -تعالى- لآدم وحواء -عليهما السلام- بالأكل من الجنة بحرية كعلامة على فضلهما بعد أن أمر الملائكة بالسجود لآدم وأسكنهما في الجنة. ومع ذلك، حذرهما الله من شجرة واحدة فقط. ولم يشعر آدم -عليه السلام- بالحر أو البرد، ولم يتعرض للظمأ أو العري. ولكن إبليس، بدافع الحسد، أراد إخراج آدم وزوجته من الجنة وحثهما على معصية الله -تعالى- وزعزع إيمانهما. لذا أقسم لهما بأنه ناصح وأوهمهما بحسن نيته، فاستجابا له. كان الظن السائد في ذلك الوقت أن أحدًا لا يجترئ على القسم بالله كذبًا، مما يجعل آدم يصدق ما قاله إبليس، وهذا أدى إلى وقوعهما في معصية الله. لذلك، فقد انكشفت نية الشيطان، وأدى ذلك إلى هبوطهما من النعم والراحة إلى جهد الحياة على الأرض. ووفقًا للمرويات، كان خروج آدم من الجنة في يوم الجمعة كما كان دخوله إليها، وطرد الله -تعالى- إبليس من الجنة، وأقسم إبليس أنه سيغوي بني آدم إلا من لم يكن له عليهم سلطان.
لم يرد أي تحديد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية حول نوع الشجرة التي أكل منها آدم. وبالفعل، ليس المطلوب معرفة نوعها، فالأمر لا يحتاج إلى توضيح. وقد وردت بعض الاقتراحات حول نوع الشجرة من تابعي النبي، لكن معظم هذه الآراء جاءت من أهل الكتاب. فقيل إنها شجرة التين أو شجرة العنب أو الحنطة، أو قد تكون شجرة واحدة من كل الأنواع. ولكن الجهل باسم الشجرة لا يضر، والعلم به لا ينفع.
تتضمن قصة آدم -عليه السلام- العديد من الفوائد، ومنها:
تتضمن القصص في القرآن الكريم فوائد وحكم متعددة، منها:
أحدث التعليقات