يقع نهر التايمز في إنجلترا، حيث يتدفق عبر الجزء الجنوبي من البلاد، وتحديدًا في منطقة جلوسيسترشاير.
يعتبر نهر التايمز أطول نهر في إنجلترا، لكنه يحتل المرتبة الثانية بين أنهار المملكة المتحدة، حيث يُعتبر نهر سيفرن هو الأطول.
يغطي نهر التايمز مساحة شاسعة من إنجلترا، مرورًا بالجنوب الشرقي ومنطقة الغرب أيضًا.
ينبع النهر من عدة مناطق منها أكسفورد، ثم يمر عبر ريدينغ، ثم هينلي أون تايمز، وويندسور، قبل أن يصب في بحر الشمال.
نظرًا لأن نهر التايمز يعبر مناطق جافة متعددة في إنجلترا، فإنه يمتاز بتدفق مياه أقل مقارنة بنهر سيفرن، الذي يتميز بتصريف مياه يقدر تقريبًا بضعفي كمية المياه التي يصرفها نهر التايمز.
رغم أن حوض نهر سيفرن أصغر من حوض نهر التايمز، إلا أن الأخير يحتوي على حوالي 50 رافد وأكثر، مما يجعله يغطي مساحة كبيرة من جنوب شرق وغرب إنجلترا.
لمحة عامة عن نهر التايمز
كان يُعرف نهر التايمز قديمًا باسم نهر التاميسيس.
ينبع هذا النهر من تلال كوتسوولدز، ويبلغ حجم حوضه حوالي 14,250 كيلومتر مربع.
تظل منطقة منبع نهر التايمز جافة في معظم الأوقات، ولكنها تضم صخرة بارزة ترتفع حوالي 5 أمتار عن سطح البحر.
ويدّعي البعض أن إحدى روافد نهر شيرن هي مصدر نهر التايمز.
يصل طول نهر التايمز إلى 330 كيلومتر، كما يصل عمقه إلى 20 متر تحت سطحه.
يحتوي النهر على تنوع بيئي ثري، حيث يضم نحو 25 نوعًا من الأسماك، مما يعتبر ثروة سمكية كبيرة.
اسم النهر “تايمز” يعني “الظلام” في اللغة السنسكريتية، وذلك بسبب المظهر الداكن لمياهه.
تبلغ كمية الأمطار التي تسقط على نهر التايمز حوالي 688 مليمتر.
تجري المياه في نهر التايمز بوتيرة لطيفة وليست بسرعة كبيرة.
يحتوي نهر التايمز على خليط من المياه العذبة والمالحة، مماثلة لمياه البحر.
يضم النهر حوالي 80 جزيرة، بعضها مياهها مالحة بينما الأخرى عذبة، مما أتاح تخصيص بعض المناطق لأغراض علمية.
يُعتبر نهر التايمز وجهة شعبية للتنزه، ويضم العديد من الأنشطة البشرية مثل الإبحار والتجديف، وقد احتضن مسابقات التجديف خلال الألعاب الأولمبية الصيفية في عام 1948م.
التاريخ العريق لنهر التايمز
يحظى نهر التايمز بأهمية تاريخية كبيرة عبر العصور، سواء من الناحية الاقتصادية أو الثقافية، مما جعله يُعتبر “تاريخًا سائلاً”.
كان لنهر التايمز دور بارز في كل من الحضارة الرومانية والبريطانية، وأحد أبرز المعالم الحضارية هو جسر لندن.
تم بناء جسر لندن على ضفاف نهر التايمز عام 1176 ميلادي بأمر من الملك هنري الثاني.
استغرق بناء هذا الجسر حوالي 30 عامًا، ورغم طول هذه المدة، فقد ظل صامدًا لنحو 600 عامًا.
كان يحتوي الجسر على عدة مبانٍ مكونة من سبعة طوابق، بالإضافة إلى مخازن وكنيسة صغيرة.
تعرض الجسر للهدم عدة مرات حتى تم إعادة بنائه عام 1831، لكنه أصبح مهددًا بالانهيار مرة أخرى.
شُيد الجسر قبل اختراع السيارات، ومع ظهورها لم يعد قادرًا على تحمل الوزن الإضافي، مما أدى لتهديده بالانهيار في النهر.
بادر البريطانيون ببيع الجسر للولايات المتحدة قبل أن يسقط كليًا في النهر، وأصبح الآن مزارًا سياحيًا في ولاية أريزونا.
نهر التايمز في العصر الحديث
بدأ نهر التايمز في التدهور خلال القرن التاسع عشر نتيجة إلقاء مياه الصرف الصحي من لندن فيه.
تعرض النهر لتلوث كبير بسبب الصرف الصحي وانتشار البكتيريا الضارة، بالإضافة إلى وجود الأمونيا والسيانيد وحمض الكربوليك ناتجًا عن المصانع المجاورة.
مع ظهور السكك الحديدية، تراجع النقل عبر الطرق المائية، مما أثر سلبًا على التجارة وتسبب في تدهور اقتصادي.
أصبح استخدام النهر يقتصر في هذه الفترة على الأنشطة الترفيهية فقط، مثل سباقات القوارب.
من ثم، عملت لندن على إنشاء محطات لمعالجة مياه نهر التايمز، مما أعاد المياه إلى طبيعتها الهنية.
نتيجة لذلك، حصل نهر التايمز على جائزة بيئية مرموقة في عام 2010، وتُعد هذه الجائزة واحدة من أكبر الجوائز البيئية على مستوى العالم.
الملاحة في نهر التايمز
ازدهرت الملاحة في نهر التايمز ليصبح ميناء رسميًا لبريطانيا.
أصبح النهر مليئًا بالسفن والعبارات التي تحمل أنواعًا متعددة من البضائع.
ينقسم النهر إلى قسمين: القسم الملاحي الكبير، الذي يتأثر بظاهرة المد والجزر ويُستخدم لنقل البضائع مثل الحبوب والمركبات والأخشاب والمواد البترولية.
أما الجزء الضيق الذي لا يتأثر بظاهرة المد والجزر، فيقتصر على حركة القوارب فقط.
أحدث التعليقات