منطقة حوران

تعتبر منطقة حوران، أو سهل حوران، إحدى الأماكن التي استلهم منها الشعراء قصائدهم، حيث قال الشاعر الأردني الكبير مصطفى وهبي التل: “في حوران اجعلوا قبري لعلي.. أشم أريجها بعد الفناء”. كما أبدع الشاعر زاهي القائد بقوله: “عالبال بعدك يا سهل حوران”، وغنتها الرائعة الراحل فهد بلان ولحنها سعد الدين الذيب، مما جعلها واحدة من أجمل الأغاني التراثية التي تذكرنا بماضٍ جميل حيث كان الرجال والنساء يجمعون القمح في الحصاد ويزرعون الأرض، متشاركين في الحياة والماء.

الموقع الجغرافي لحوران

تقع حوران في جنوب سوريا وشمال الأردن، وتغطي أراضٍ تمتد من ريف دمشق حتى منطقة درعا في سوريا. يحدها هضبة حوران من الشمال الشرقي، بينما تمتد من الرمثا في إربد وحتى جبال عجلون في الأردن. تُعتبر مدينة إربد أكبر مدينة في حوران من حيث المساحة، وتتميز بتربتها البركانية الغنية وطقسها الملائم، مما جعلها سلة غذاء للمناطق المجاورة.

أصل الاسم “حوران”

إذا نظرنا إلى أصل تسمية “حوران”، نجد أنه يعكس الطبيعة الجيولوجية للمنطقة التي تُعرف بالأراضي ذات الحجارة السوداء، كما ورد في معجم اللغة العربية المعاصر حيث تُعرّف “الحَرَّة” بأنها أرض مليئة بالحجارة السوداء كأنها أُحرِقَت. يُستخدم الجيولوجيون مصطلح “حِرَّة الشام” للإشارة إلى هذه المنطقة التي تحتوي على مجموعة من الصخور البركانية، خاصة البازلت الأسود، الذي تم استخدامه في بناء معظم المنازل في درعا وإربد.

لمحة تاريخية عن حوران

شهدت منطقة حوران دورًا بارزًا في مقاومة الاحتلال التركي خلال أواخر حكمه، حيث نشأت ثورة في المنطقة نتيجة لتولي حزب الاتحاد والترقي الحكم في عام 1908م. كانت سوريا في مقدمة المعترضين، حيث اندلعت ثورة في حوران والكرك في أواخر عام 1910، وقد عُرفت “فتنة حوران” الذي خمدها سامي باشا الفاروقي، المعروف بشراسته. كما يُشير والي ولاية سوريا موزيل إلى حدوث ثورة في حوران أو في بدو الحويطات، ومن هنا ظهرت ثورة حوران التي ذُكِرَت في كتب التاريخ وكذلك في رواية “وادي الصفصافة”، التي تصف أحداث الكرك وحازت على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2009م.

شخصيات بارزة من حوران

تاريخ حوران شهد العديد من الشخصيات البارزة مثل ابن قيم الجوزية والعز بن عبد السلام والإمام النووي وابن كثير وأبو تمام، بالإضافة إلى الشاعر مصطفى وهبي التل. كما تضم المنطقة شخصيات سياسية مثل رئيس الوزراء السابق عبد الرؤوف الروابدة، وإسماعيل الحريري شيخ مشايخ حوران وقائد ثورة حوران، ومحمد خير بيك الحريري، والأمير د. حامد بن أحمد الرفاعي، والأمير ناصر بن محمد خير الرفاعي شيخ مشايخ حوران، والشهيد وصفي التل رئيس الوزراء السابق ومحمود الزعبي وفاروق الشرع.