موقع معركة اليرموك

تُعتبر معركة اليرموك حدثًا تاريخيًا بارزًا، وقعت في بلاد الشام، وتحديدًا في منطقة الجابية القريبة من نهر اليرموك. تقع هذه المنطقة في سحم الكفارات، التي تشكِّل جزءًا من مدينة إربد في شمال الأردن، حيث تجمعت فيها جيوش المسلمين المؤلفة من أربعة جيوش، يقود كل منها أحد قادة الصحابة -رضوان الله عليهم-.

كان من بين هؤلاء القادة أبو عبيدة عامر بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمر بن العاص. كما انضم إليهم لاحقًا جيش آخر بقيادة خالد بن الوليد بناءً على توجيهات الخليفة أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه-. بلغ عدد المقاتلين في صفوف المسلمين حوالي ثلاثين ألف مقاتل، في حين بلغ عدد مقاتلي الروم حوالي مئة ألف مقاتل.

تم اختيار موقع اليرموك من قبل الروم نظرًا لأن المنطقة تتمتع بارتفاعات جبلية، ما يوفر لهم موقعًا استراتيجيًا لرصد تحركات العدو. علاوة على ذلك، فإن الموقع محصن بالوديان من ثلاث جهات، من أجل منع أي فرار، حيث تضم الوديان: وادي اليرموك، ووادي علان، ووادي الرقاد.

معركة اليرموك

تعتبر معركة اليرموك، التي حدثت في عام 15 هـ الموافق 636 م، من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي. إذ تُعدّ من المعارك الأولى التي حققت فيها الجيوش الإسلامية انتصارات خارج الجزيرة العربية، وكان الهدف من المعركة هو فتح أراضي بلاد الشام وإنهاء السيطرة الرومانية عليها.

سيطر الروم على مناطق بلاد الشام وجزء من الجزيرة العربية بعد انتصارهم على الفرس في الفترة ما بين 613 م و629 م، في الوقت الذي كان فيه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يسعى لنشر الإسلام في الجزيرة العربية.

وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتولي أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنه- خلافة المسلمين، ظهرت حركات ردّة عن الإسلام من بعض القبائل العربية. قام أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- بمحاربة هذه الحركات وأعاد توحيد الجزيرة العربية تحت الحكم الإسلامي، مما مهد الطريق لبدء الفتوحات الإسلامية في الخارج.

نتائج معركة اليرموك

حقق المسلمون النصر في معركة اليرموك رغم الفارق الكبير في عدد الجنود مقارنةً بالروم، حيث كانت قوة المسلمين نابعة من إيمانهم العميق بالله -تعالى-. لا تزال منطقة معركة اليرموك معروفة حتى اليوم، وقد تحولت إلى متنزه وطني مزروع بالأشجار، حيث يوجد فيها تل صغير يُعرف باسم تل خالد بن الوليد في منطقة سحم الكفارات شمال الأردن.