موقع معركة اليرموك التاريخية

موقع معركة اليرموك

تجمّع المسلمون في معركة اليرموك في وادي اليرموك، تحت قيادة أبي عبيدة بن الجرّاح -رضيَ الله عنه-، عند نهر اليرموك الذي ينبع من القرب من حدود سوريا وفلسطين، وهو أحد فروع نهر الأردن.

تم اختيار وادي اليرموك كخيار استراتيجي نظرًا لخشية المسلمين من هجمات البيزنطيين القادمة من البحر. في ذلك الوقت، كان البيزنطيون يسيطرون على البحر الأبيض المتوسط، مما دفع المسلمين للاختباء داخل الأراضي. كما أن هذا الموقع أتاح لهم إمكانية الانسحاب إلى الصحراء العربية في حال الحاجة لذلك.

خاض المسلمون مواجهات ضد البيزنطيين امتدت لخمسة أيام، تميز اليوم الخامس، وهو يوم “الواقوصة” الموافق الخامس من شهر رجب في السنة الخامسة عشر من الهجرة، بهجوم كاسح على العدو. تجدر الإشارة إلى أن الأجواء كانت شديدة الحرارة مصحوبة بعاصفة رملية ضاعفت من معاناة البيزنطيين، حيث بلغ عدد المسلمين نحو ثلاثين ألف مقاتل، بينما تجاوز عدد البيزنطيين المئة ألف.

تفاصيل معركة اليرموك

أبرز أحداث معركة اليرموك

توجهت جيوش المسلمين برفقة قادتهم نحو وادي اليرموك، وعندما وصلوا إلى جنوب الشام، واجهوا جيوشًا ضخمة من الروم والعرب. اتفق المسلمون على التجمع في وادي اليرموك بقيادة أبي عبيدة بن الجرّاح -رضيَ الله عنه-، وأدركوا حاجة الجيش للدعم، فقاموا بإرسال طلب إلى أبي بكر -رضيَ الله عنه- للحصول على المساعدة. بناء عليه، أرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- ليأخذ بعض القوات من العراق نحو اليرموك، فجهز خالد جيشًا من سبعة آلاف مقاتل وقام بقيادة الجيش بعد تسليمه من أبي عبيدة.

وصل البيزنطيون إلى الموقع قبل المسلمين، وقام قائدهم باهان بترتيب قواته وفق تنظيم معين. ورغم أن المسلمين لم يكن لديهم تنظيم سابق، أدرك خالد أهمية هذا الأمر، فابتكر ما يُعرف بـ “التعبئة الخالدية” لأول مرة في تاريخ الحروب، مما أتاح له إعداد الطريق في حال اضطروا للانسحاب. بدأت المعارك التي استمرت حتى اليوم الخامس، حيث ألقت الرياح الرملية المصاحبة للحرارة الشديدة بغبارها على العدو.

شعر قائد البيزنطيين بتراجع قدرات جيشه في ظل الظروف الجوية السيئة واشتداد الهجمات المسلمين، مما جعله يدرك قرب الهزيمة وبدأ في الانسحاب. لاحظ خالد انسحابهم، ففتح لهم طريقًا من الشمال، مما أدى إلى انسحاب القائد مع أربعين من مقاتليه. بعدها، تمكن المسلمون من التقدم على من تبقى من جيش البيزنطيين، ولم يكن بإمكانهم الصمود فترة طويلة، حتى جاء وقت المغرب ولم يتبقى أحد من البيزنطيين لمواجهة المسلمين، فاستشهد بعضهم وهرب البعض الآخر.

نتائج معركة اليرموك

  • خروج إمبراطور الروم من المنطقة مهزومًا دون تحقيق أهدافه، وتكبّد جيش الروم خسائر فادحة حيث قُتل حوالي مئة وعشرون ألفًا منهم، ولم يتبقى منهم سوى عدد قليل.
  • القضاء على آمال الروم في السيطرة على بلاد الشام.
  • استشهاد نحو ثلاثة آلاف من المسلمين، ومن بينهم الحارث بن هشام، وعكرمة وسهيل بن عمرو -رضيَ الله عنهم-.
  • استمرار الفتوحات في بلاد الشام خلال عهد عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه-.
Published
Categorized as تاريخ وجغرافيا