يقع مطار القاهرة الدولي في الجهة الشمالية الشرقية لعاصمة جمهورية مصر العربية، القاهرة، التي تقع بدورها في شمال قارة أفريقيا. تحاط مصر من الشمال بالبحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب بجمهورية السودان، ومن الغرب بدولة ليبيا، ومن الشرق بالبحر الأحمر. لقد جعل الموقع الاستراتيجي لمصر في الزاوية الشمالية الشرقية من قارة أفريقيا منها دولة بارزة بتأثيراتها في كل من القارة الأفريقية والعالم العربي، سواء عبر الحضارة القديمة لوادي النيل والحضارة الفرعونية، أو من خلال تأثيرها السكاني والاقتصادي في العصر الحديث.
تأسس مطار القاهرة الدولي عام 1942، عندما أنشأت القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا مطارًا في منطقة قريبة من القاهرة ليكون مطارًا عسكريًا لدعم جيوش الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية. أطلق على هذا المطار اسم “مطار باين فيلد” تكريمًا لأول طيار أمريكي فقد حياته في الحرب. وكان المطار مجهزًا بشكل متقدم جداً في ذلك الوقت، حيث احتوى على مدرجين للطائرات وبرج للمراقبة الجوية، بالإضافة إلى مستودعات (حظائر) للطائرات وخزانات للوقود، فضلاً عن مجموعة من المباني التي وفرت كافة الخدمات الضرورية للطائرات وموظفي المطار.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء، تمت إعادة ملكية المطار إلى مصلحة الطيران المصري في عام 1946. بدأت المصلحة في تحديث وتوسيع مباني المطار لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسافرين. وقد بدأت أعمال التوسعة والتحديث في عام 1957 بعد إجراء الدراسات الفنية اللازمة، وتم تغيير اسم المطار إلى “ميناء القاهرة الجوي”.
أدى الارتفاع الكبير في عدد المسافرين القادمين والمغادرين إلى ضرورة توسيع المطار، مما استلزم إضافة صالتي سفر ومباني جديدة للمسافرين، إلى جانب مرافق حيوية لضمان حركة طيران آمنة وفعالة.
يعتبر مطار القاهرة الدولي ثاني أكبر المطارات في أفريقيا من حيث عدد الركاب والازدحام. تمتد مرافق المطار على مساحة تبلغ حوالي 40 مليون متر مربع. تقول الإحصائيات لعام 2008 إن المطار خدم أكثر من 14 مليون راكب، وأجرى أكثر من 138 ألف رحلة جوية في ذلك العام. يوفر مطار القاهرة خطوط طيران إلى جميع أنحاء العالم. ونتيجة لزيادة حركة الطيران، خضع المطار لعدة تحديثات، وتم تجهيز مرافقه بأحدث معدات السلامة العامة. في عام 2006، تم اختيار مطار القاهرة كأفضل مطار في أفريقيا من قبل اتحاد شركات الطيران الأفريقي بفضل بنيته التحتية وإدارته الفعالة.
يوجد بالمطار حاليًا ثلاثة مبانٍ للركاب وأربعة مدارج لإقلاع وهبوط الطائرات، كما أنه قادر على استقبال جميع أنواع الطائرات التجارية. يضم المطار جميع الخدمات الضرورية للمسافرين، بالإضافة إلى مستودعات لتخزين البضائع، مما يوفر وسائل الراحة والسلامة العامة.
أحدث التعليقات