في الماضي، كانت مدينة نيسابور تشكّل عاصمة مقاطعة خراسان، حيث ازدهرت خلال فترة الحكم العباسي كمركز رئيسي للتجارة والثقافة والمعمار. ومع ذلك، شهدت المدينة دماراً شديداً بفعل زلزال عام 1145م، تلا ذلك غزو المغول في عام 1221م الذي أدى إلى خرابها بالكامل. يجدر بالذكر أن كلمة “نيسابور” في اللغة الفارسية تعني “المدينة الجديدة”.
تعتبر نيسابور واحدة من أقدم المدن الإيرانية، ولا تزال مأهولة بالسكان حتى يومنا هذا. تمتاز بأنها إحدى أقدم المراكز التي تعنى بالعلوم الإسلامية في إيران، وكانت لها مكانة مرموقة في مجالات متعددة، لا سيما الأدب والثقافة والعلوم، بالإضافة إلى اهتمامها بالفنون والشأن السياسي.
تقع مدينة نيسابور في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على السفح الجنوبي لجبل بينالود، بارتفاع يعادل حوالي 1250 متراً عن سطح البحر. تُعرف باللغة الفارسية باسم “نيشابور”، وتوجد داخل مقاطعة خراسان في شمال شرق إيران، بالقرب من مدينة مشهد التي تعتبر عاصمة إقليمية. تُعَد نيسابور ثاني أكبر مدينة في محافظة خراسان بعد مشهد.
ذكر الرحالة ابن بطوطة مدينة نيسابور، ووصفها بـ “دمشق الصغيرة” نظراً لكثرة بساتينها وتنوع فواكهها وصفاء مياهها. أما ياقوت الحموي، فقد أشار إليها في حديثه عن أعظم بلاد العالم، حيث اعتبر دمشق باب الغرب، بينما اعتبرت نيسابور باب الشرق، وأشار إلى الموصل في العراق كممر طبيعي بين هذه المدن.
تُعتبر نيسابور من أبرز المدن الواقعة على طريق الحرير، وكانت تُعد مركزاً دينياً مهماً في بلاد فارس خلال الحكم الساساني للنساطرة والزردشتيين. شهدت المدينة تطوراً كبيراً في مجالات العمران والزراعة خلال فترة حكم الطاهريين، حيث أُقيمت قنوات ري متخصصة لتسهيل أنشطة الزراعة. وازدهرت المدينة وبرزت بمكانتها العالية خلال فترة حكم السلاجقة.
تحتضن نيسابور العديد من المعالم الأثرية البارزة، مثل مقبرة الشاعر عمر الخيام، والمسجد الخشبي. كما تضم الجامعة الإسلامية الحرة في نيسابور، بالإضافة إلى مسجد نيسابور وساحة رئيسية تُعرف بساحة عمر الخيام.
أحدث التعليقات