تُعتبر مدينة نابلس واحدة من أكبر المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث تقع بين جبلي عيبال وجرزيم في وادٍ خصب وذو طبيعة بكر، مما يجعلها مركزاً طبيعياً غنيًا بالمياه، إذ تتوفر فيها العديد من الينابيع. وقد عُرفت المدينة بعدة أسماء، منها نابلوس ونابلس، وحملت اسم نيابوليس في اللغة اليونانية، بينما تُعرف في اللغة العبرية باسم شكيم.
ترجع تسمية نابلس إلى كلمة “ناب لُس”، والتي تعود لوجود أفعى كبيرة في وادي نابلس. فقد اتفق السكان المحليون على الحيلة لخداع الأفعى وقتلها. وبعد نجاحهم في ذلك، اقتلعوا نابها وعلقوه على باب المدينة، مما أدى إلى انتشار الاسم الذي أصبح يُعرف به، وهو نابلس.
تحتضن نابلس العديد من المعالم السياحية البارزة، مثل جامع النصر والجامع الكبير وبئر يعقوب والحي السامري القديم. حيث تحتوي المدينة على حوالي 30 مئذنة رائعة، بما في ذلك مئذنة مسجد الناصر. كما يمكن للزوار الاستمتاع بزيارة أقدم حمام تركي في الجهة الشرقية من المسجد. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن زيارة قلعة طوقان، وهي قصر تركي قديم يحيط به حديقة واسعة تتميز بتصميم معماري لافت. المدينة أيضا معروفة بصناعة الصابون النابلسي، التي تُعتبر إحدى الصناعات التقليدية الهامة فيها.
تحمل نابلس تاريخاً عريقاً كواحدة من المدن العربية المسلمة الكبرى على مر القرون، كما أنها تُعتبر مركزاً رئيسياً للجالية السامريّة الصغيرة. بين عامي (1920-1948م)، كانت نابلس جزءاً من الانتداب البريطاني على فلسطين، ثم انضمت إلى الأردن. وقد كانت نابلس مركزاً فاعلاً للمعارضة العربية ضد الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، وشهدت عدة اضطرابات خلال تلك الفترة. في الفترة بين (1948-1967م)، تحولت المدينة إلى مركز لحرب العصابات ضد إسرائيل، واستمرت دورة المقاومة حتى بعد حرب الأيام الستة في عام 1967م. ومع بداية السبعينيات، انخفضت حدة الأحداث، لتتجدد مرة أخرى بعد حرب أكتوبر عام 1973م، مما جعل نابلس مركزاً لمعارضة الاحتلال الإسرائيلي. وجاءت اتفاقية أوسلو في عام 1993م لتضع المدينة تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.
أحدث التعليقات