موقع مكة المكرمة

تعتبر مكة المكرمة من أهم المدن في المملكة العربية السعودية، حيث تقع في الجزء الغربي منها وتمتد على مساحة تبلغ 850 كيلومتر مربع. تُعَد المدينة مرتفعة عن سطح البحر بمقدار 277 متراً، ويُقدَّر عدد سكانها بنحو مليون و600 ألف نسمة وفقاً للإحصائيات الحديثة. تُقسَّم هذه السُكان إلى مختلف الأحياء داخل المدينة، وتُعَد مكة المقدسة من أقدس المدن في العالم الإسلامي، حيث تحتضن العديد من المعالم الإسلامية الهامة، مثل المسجد الحرام، الذي يضم الكعبة – قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم. يُعتبر هذا المسجد من المساجد الثلاثة التي تُشدّ إليها الرحال، بجانب المسجد الأقصى والمسجد النبوي، وفقاً للحديث الذي رواه الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم.

تاريخياً، كانت مكة منطقة قروية بسيطة تحيط بها الجبال حتى أُقيمت الكعبة بأمر إلهي. ففي تلك الأثناء، قام سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام برفع قواعدها، مما أدى إلى قدوم الناس من مختلف أنحاء الأرض، خاصة بعد أن انبجس نبوع زمزم. يتوجه الأفراد إلى مكة لأداء مناسك الحج والعمرة طوال العام، حيث يُعَد فتح مكة أحد أبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها المدينة، حيث تم الدخول إلى الإسلام وهدم الوثنيات الموجودة فيها.

طقس مكة المكرمة وتضاريسها

يتميز مناخ مكة بأنّه صحراوي وحار للغاية، وهو مشابه لمعظم مناطق شبه الجزيرة العربية، حيث يُؤثّر بُعدها عن سواحل البحر الأحمر على خشونة الطقس فيها. تصل درجات الحرارة في الصيف إلى حوالي 47 درجة مئوية في بعض الأحيان، بينما يكون فصل الشتاء دافئاً مع أمطار غزيرة. تهب على مكة رياحٌ قادمةٌ من المناطق الشمالية والشمالية الغربية، حيث تتمتع بمستويات متوسطة من الرطوبة على مدار السنة. أما تضاريس المدينة، فتحتوي على عدد من الجبال مثل جبل النور، وجبل ثور، وجبل عمر، وجبل الطارقي، إضافةً إلى وديان عديدة تشمل وادي الجن، ووادي إبراهيم، ووادي بكة، ووادي حُنين.

اقتصاد مكة

تاريخياً، اشتهرت مكة بمكانتها التجارية وموقعها الاستراتيجي الذي يسهل التجارة، وقد مارس سكانها التجارة الداخلية والخارجية منذ القدم. حالياً، يعتمد الاقتصاد في مكة على محورين رئيسيين هما مواسم الحج والعمرة، التي تُشكل مصدر دخل رئيسي لسكان المدينة من خلال بيع الهدايا والتذكارات، حيث يحرص المسلمون من جميع أنحاء العالم على شراء منتجات منها، نتيجة لوضعها المميز في قلوبهم. بالإضافة لذلك، تساهم الحكومة بدورها في تنفيذ مشاريع تطويرية، حيث تُخصص مبالغ سنوية لتحسين المرافق والخدمات والبُنى التحتية، مثل توسعة المسجد الحرام وتوفير كل ما يلزم لدعم الزوار والحجاج المعتمرين.