مدينة طروادة، المعروفة باسم ترويا باللغة اليونانية، تقع في تركيا ضمن منطقة الأناضول، حيث تطل على البحر. وقد كانت لهذه المدينة أهمية تاريخية هائلة تعود إلى ما يقارب ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، حيث شهدت فترة من الازدهار والتميز.
اكتسبت طروادة شهرتها العالمية من قصة حصارها الأسطوري، وحصانها الخشبي العملاق الذي استخدمه جيش الإسكندريين كوسيلة للتسلل إلى المدينة في الليل. وقد أدت هذه الخديعة إلى احتلال المدينة لمدة قاربت عشر سنوات، حيث تعرض جيش الملك مينلاوس للهزيمة. وللأسف، فإن مدينة طروادة الأولى قد دمرت بسبب حريق كبير، وكانت آنذاك مجرد قرية صغيرة يسكنها قبيلة قليلة العدد، محاطة بأسوار منيعة. رغم ذلك، قام سكان المدينة بترميمها وإعادة إعمارها بعد مرور 500 عام، حيث وسعوا جدرانها وبنوا بوابات قوية، لكنها تعرضت للحريق مرة أخرى ودمرت ثانية. ومع أن سكانها واصلوا العيش في المدينة على الرغم من الدمار، كانت حياتهم مليئة بالصعوبات، حيث غمرت الأوساخ والفضلات المنازل، مما اضطرهم لرفع أسقف منازلهم لتجنبها.
في عام 1200 قبل الميلاد، هاجرت شعوب جديدة إلى توسيع المدينة وبناء قلعتها الرئيسية، وأحاطوها بجدران محصنة ذات تصميم جميل. يُعتقد أنهم كانوا من أبناء عمومة اليونان. وحدث زلزال قوي أدى إلى تدمير أسوار المدينة بالكامل. بعد سنوات عديدة، قام الباقون بإعادة بناء المدينة، إلا أن البناء كان على شكل أكواخ صغيرة متقاربة، وقد اشتهر السكان بتخزين النبيذ والزيت في جرار ضخمة يصل ارتفاعها إلى مترين. ومع ذلك، تعرضت المدينة لمزيد من الحروب وأحرقت مرة أخرى، مما أدى إلى وفاة الملك وابنه.
بعد مرور أقل من مئة عام، وبالتحديد في عام 1100 قبل الميلاد، أعاد الناجون من سكان المدينة ترميمها، لكن الغزاة البربريين من وسط أوروبا جعلوها مهجورة لفترة طويلة. ثم، في عام 700 قبل الميلاد، أعيد بناء المدينة لتكون موطناً لليونانيين، لكنها لم تدم طويلاً، حيث استمرت فقط لمدة قرنين من الزمن.
وفي عام 100 قبل الميلاد، أعاد الرومان بناء المدينة، مدعين أنهم من نسل سكانها الأصليين. ولتحقيق ذلك، قاموا بتدمير ما تبقى من آثار المدينة القديمة، مما أدى إلى اندثار معالم طروادة التاريخية بالكامل. وبسقوط الإمبراطورية الرومانية، ضاعت آثار طروادة القديمة بشكل كامل.
أحدث التعليقات