تقع مدينة دهب على ساحل خليج العقبة، في المنطقة الجنوبية الشرقية من محافظة جنوب سيناء المصرية. تبعد المدينة حوالي مئة كيلومتر عن المدينة السياحية الشهيرة شرم الشيخ، وسبعة وثمانين كيلومتراً عن مدينة نويبع. تنقسم مدينة دهب إلى قريتين: القرية الأولى تُعرف بالعسلة وتقع في الجهة الجنوبية، بينما تقع القرية الثانية في الشمال وتعتبر قلب المدينة النابض نظرًا لاحتوائها على الأسواق والمنطقة التجارية.
تشتهر دهب بشواطئها الرملية الساحرة ومواقع الغطس المتنوعة، التي تضم نظمًا غنية من الشعاب المرجانية. وقد حصلت مدينة دهب على اسمها من الرمال الذهبية الجميلة التي تتميز بها.
بدأت دهب كمستوطنة صغيرة يسكنها صيادو السمك، واهتمت بها الحكومة المصرية بشكل كبير مما أدى إلى ازدهارها في فترة التسعينيات من القرن الماضي، خصوصًا بعد إقامة العديد من القرى السياحية والفنادق الجذابة فيها. تاريخيًا، اشتهرت المدينة بموقعها على ساحل خليج العقبة، حيث تم استخدامها من قبل الأنباط في القرن الثاني قبل الميلاد، واستمر استخدامها حتى بداية القرن الثاني الميلادي. كانت تشكل نقطة استراتيجية لتخزين البضائع ونقلها إلى ميناء السويس، مما أتاح لهم السيطرة على الطرق التجارية بين الغرب والشرق من خلال ميناء مدينة دهب وسيناء.
في العصور الحديثة، خضعت مدينة دهب لسيطرة إسرائيل خلال الصراعات السياسية والعسكرية في القرن العشرين، حتى عادت إلى السيادة المصرية عقب حرب أكتوبر في السبعينات. عادت الحكومة المصرية لتولي المدينة في بداية الثمانينيات، وكان حينها السوق القديم وبعض الشاليهات موجودة في المدينة.
تحتضن مدينة دهب محمية طبيعية تُعرف باسم أبو جالوم، والتي تقع على ساحل خليج العقبة في منطقة وادي الرساسة. تتميز هذه المحمية بجمالها الطبيعي وتنوع بيئاتها التي تشمل الصحراوية والبحرية والجبلية، إضافة إلى بيئات الأودية، مما أضفى عليها تنوعًا طبيعياً غنياً بالكائنات الحية. كما تحتوي مدينة دهب على محمية أخرى تُدعى محمية نبق، والتي تقع إلى الجنوب منها وتشتهر بشعابها المرجانية وكهوفها الغامضة، حيث تساهم ثلاث قبائل بدوية في حماية هذه المحمية التي تتميز بنظامها البيئي الفريد.
أحدث التعليقات