الموقع الجغرافي لمدينة خيبر
تقع مدينة خيبر على بُعد 170 كم إلى الشمال من المدينة المنورة. وقد كانت هذه المدينة مركزاً كبيراً للزراعة والحصون. تم ذكر خيبر في سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث فتحها النبي في السنة السابعة أو الثامنة للهجرة. أصل التسمية يعود إلى الكلمة اليهودية “خيبر” التي تعني “الحصن”، نظراً لتوافر العديد من الحصون في هذه المنطقة.
حقائق تاريخية مثيرة حول خيبر
عرفت خيبر بانتشار الحمى بين سكانها منذ القدم، وكان يعتقد اليهود الذين سكنوا فيها أنه ينبغي على من يريد دخول المدينة أن يسير على يديه وقدميه ويصدر أصواتاً تشبه نهيق الحمير عدة مرات لتفادي الإصابة بالحمى. كان هذا الطقس يُسمى “تعشير”. وقد روى الهيثم بن عدي عن عروة الصعاليك أنه في أحد الأيام ذهب مع أصدقائه إلى خيبر، وعند مدخلها قاموا بـ”تَعشير” عشر مرات ليحافظوا على صحتهم، لكن عروة رفض ذلك، رافضاً الفكرة التي اعتبرها غير منطقية، فقال:
وقالوا: أجب وانهق لا يضرّك خيبرٌ
وذلك من دين اليهود ولوع
لعمري إن عشّرت من خشية الرّدى
نهاق الحمير إنّني لجزوع
خيبر في العصر الحديث
تحت حكم المملكة العربية السعودية، أصبحت خيبر جزءاً من إمارة المدينة المنورة في عام 1391هـ، ثم تحولت إلى محافظة تابعة للإمارة في عام 1402هـ، وضمّت أربعة مراكز هي: الصّلصلة، والعشاش، وعشرة، والعيينة. شهدت محافظة خيبر تقدماً ملحوظاً في ميادين التعليم والصحة والنمو العمراني، بالإضافة إلى تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها.
المواقع الأثرية في خيبر
تتمتع مدينة خيبر بتنوع كبير في المواقع الأثرية، ومنها:
- الحصون:
- حصن القموص (مرحب): يُعتبر من أبرز الحصون التي تحافظ على المدينة، وقد أُعيد بناؤه ليصبح مقراً للإمارة في عهد الملك عبد العزيز.
- حصن ناعم: يعرف حالياً بالعاصميّة، يقع في منطقة النطاة التي تُعد قرية مهجورة بُنيت فوق أنقاض الحصن، وحالياً يتكون من صخور متناثرة فقط.
- حصن الصعب بن معاذ: يتكون من كومة من الحجارة دون ترميم أو إعادة بناء.
- حصن أبي وحصن السلالم وحصن النزار: تشكل جميعها قرية متكاملة ومتروكة.
- حصن الوطيح: يقع في منطقة الحرة كقرية متكاملة، تُعرف حالياً بقرية المكيدة.
- السدود:
- سد البنت الأثري: يقع في الجزء الجنوبي الشرقي من الثمد، يبلغ طوله 250 متراً وارتفاعه 30 متراً، ولكنه يحتاج لإصلاح.
- سد الحصيد: يوجد في الجزء الشرقي من الثمد، على أحد روافد وادي الغرس، ويصل طوله إلى 60 متراً وارتفاعه 6 أمتار.
- سدود أخرى: مثل سد المشقوق وسد الزايدية.
- قصير النبي: يُعتبر المكان الذي عسكر فيه جيش المسلمين عند وصولهم إلى خيبر، كما يحتوي على مسجد أسسه الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحيط به حالياً مداميك من الحجارة السوداء.
- القرى: مثل قرية العين، وقرية مكيدة، وقرية النطاة.
- الجبال: مثل جبل ذو الرقيبة، الذي يشبه شكله من بعيد رقبة، بالإضافة إلى جبل القدر والقدير اللذين سُميّا بهذا الاسم بسبب تشابه قمتهما مع القدر.
- المناظر الخلابة: مثل غدير الجول، وخفس أم جرسان وهو كهف كبير، والجبل الأبيض، ومتنزه الرّوضة، ومتنزه جدعاء، ووادي المضاويح. تتميز مدينة خيبر أيضاً بتنوع أشجار النخيل التي ألهبت خيال الشعراء في قصائدهم.
أحدث التعليقات