تُعرف حيدر أباد، المعروفة تاريخيًا باسم “مدينة اللؤلؤ”، بأنها عاصمة ولاية أندرابراديش، وهي خامس أكبر مدينة في الهند. تشتهر المدينة بجمالها المعماري الفريد الذي يجمع بين الأساليب القديمة والحديثة، مما يجعلها نقطة تلاقي بين الماضي والحاضر. تتميز حيدر أباد بالعديد من المعالم التاريخية والسياحية، وقد صُنفت في عام 2011 من قبل صحيفة نيويورك تايمز كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، حيث احتلت المرتبة التاسعة عشرة ضمن قائمة تضم واحد وأربعين موقعًا. كما حصلت في عام 2013 على تقدير من دليل السياحة “لونلي بلانيت” باعتبارها أفضل مدينة للسفر.
تقع مدينة حيدر أباد في الجزء الجنوبي من الهند، على مساحة تقدر بـ 650 كيلومتر مربع، وتتميز بارتفاعها عن سطح البحر الذي يبلغ 536 مترًا. تتسم المدينة بمناخها المعتدل، حيث تتراوح درجات الحرارة في فصل الصيف ما بين 22 إلى 40 درجة مئوية، بينما في فصل الشتاء تتراوح ما بين 12 إلى 22 درجة مئوية.
تأسست حيدر أباد على يد الملك المسلم محمد علي قطب شاه في عام 1591، وكانت تُعتبر دولة مستقلة آنذاك. في عام 1687، أصبحت المدينة جزءًا من إمبراطورية المغول حتى عام 1724، عندما أصبحت تحت حكم عائلة نظام الملك. خلال القرن التاسع عشر، تولت بريطانيا إدارة شؤونها الخارجية. وعند استقلال الهند في عام 1947، اختارت حيدر أباد عدم الانضمام إلى الهند أو باكستان بعد تقسيم البلاد، ولكن في العام التالي تم إعلان حكومة عسكرية في المدينة، وفي عام 1950 أصبحت ولاية هندية.
تحتل حيدر أباد المرتبة السادسة كأكبر مدينة في الهند من حيث عدد السكان، حيث بلغ عددهم حوالي ثمانية ملايين نسمة وفقًا لنتائج التعداد السكاني لعام 2011. تقدر بعض الإحصائيات أن العدد قد ارتفع إلى حوالي عشرة ملايين في عام 2014، حيث يُعتبر ثلث السكان من المهاجرين من مناطق هندية أخرى. تُظهر المدينة تنوعًا عرقيًا ودينيًا، حيث يشكل الهندوس الأغلبية بنسبة حوالي 69%، بينما يمثل المسلمون حوالي 27%، والمسيحيون 3.5%، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين السيخ والبوذيين.
تعتبر لغة التيلجو اللغة الرسمية الرئيسة في المدينة، ويتحدث بها غالبية السكان، تليها اللغة الأوردو. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم لغات أقلية مثل المهارتية، التاميلية، والإنجليزية. كما تضم المدينة سكانًا من أصول متنوعة تشمل يمنيين، وأتراك، وأرمن، وإيرانيين، وأحباش.
تُعَد حيدر أباد مركزًا اقتصاديًا هامًا في ولاية أندرابراديش، حيث تحتوي على العديد من المؤسسات الصناعية، ويُعتبر من أبرزها الصناعات اليدوية وصناعة تكنولوجيا المعلومات. كما تحتضن المدينة أكبر شركة للإنتاج السينمائي في الهند.
أحدث التعليقات