تعتبر سوريا من الدول العربية الواقعة في غرب قارة آسيا، وتعتبر جزءًا من بلاد الشام والهلال الخصيب. تحدها تركيا من الشمال، والعراق من الشرق، والأردن من الجنوب، بينما يحدها لبنان وفلسطين والبحر الأبيض المتوسط من الغرب. تضم البلاد أربع عشرة محافظة، وتعتبر دمشق العاصمة الرسمية لها، حيث يقدر عدد سكانها بحوالي 23 مليون نسمة. تشتهر سوريا بالعديد من المواقع السياحية التي تتميز بجمالها التاريخي والأثري، والتي تعود إلى العصور القديمة.
تُعد تدمر واحدة من الممالك العربية القديمة التي تركت بصمة واضحة في التاريخ. تقع هذه المملكة في الوسط السوري، وتحديدا في مدينة حمص، على بُعد 160 كيلومتراً شرق المدينة، و215 كيلومتراً شمال شرق دمشق، بالإضافة إلى بعدها 150 كيلومتراً عن نهر الفرات في الاتجاه الجنوب الغربي. تتموضع تدمر بين نهر الفرات والبحر الأبيض المتوسط، وتعرف الآن بلقب “عروس الصحراء”. وقد ذُكرت تدمر في المخطوطات البابليّة المكتشفة بالقرب من مملكة ماري المجاورة للفرات. ويعني اسم “تدمر” في اللغة العمورية “بلد المقاومين”، بينما يُشير إلى “البلد التي لا تقهر” في اللغة الآرامية.
تضم هذه المملكة العديد من المعالم الأثرية الرائعة، ومن أبرزها الشارع المستقيم المحاط بالأعمدة المهيبة، وقوس النصر المعروف بقوس هادريان، بالإضافة إلى المسرح والمدرج والساحة العامة، فضلاً عن القصور والمعابد مثل معبد بعل، والمقابر الملكية، والقلاع كقلعة ابن معن، والتماثيل، والسوق التاريخي، ومعبد بعلشمين، ووادي القبور، ومدفن زنوبيا، والتيترابيل، ونبع أفقى الأثري، وسبيل حوريات الماء، ومجلس الشيوخ، والحمامات، ومعسكر ديوكليتيان، والسور. كانت تدمر تُعتبر من أعظم المعالم التاريخية التي عرفها العالم في زمنها، حيث تنافست في جمالها مع روما أثناء فترة ازدهار الإمبراطورية الرومانية.
تاريخيًا، كانت تدمر تعد مركزًا تجاريًا بارزًا بين قارتي آسيا وأوروبا، حيث كانت القوافل تأتي وتغادر من وإلى المدينة ليلاً ونهارًا. وكانت هذه المدينة تتمتع بقوة متميزة في التعامل مع الحضارات المختلفة من الشرق والغرب. وكان يتم القيام بالمعاملات التجارية فيها باللغة الآرامية مع أهالي الشرق، بينما كانت تُستخدم اللغة اللاتينية في التعامل مع الغرب، لا سيما مع الرومانيين. كما كانت تدمر تمثل نقطة عبور للطرق التجارية التي تربط بلاد ما بين النهرين (العراق) بالقارة الإفريقية. وما زالت المدينة تحتفظ بطابعها الأثري، مع عدد سكان يُقدّر بنحو 50,000 نسمة.
أحدث التعليقات