تُعتبر مدينة القسطنطينية العاصمة التاريخية للإمبراطورية الرومانية من عام 335 ميلادي وحتى عام 395 ميلادي، كما أنها كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية من عام 395 ميلادي حتى عام 1453 ميلادي، حين افتتحها السلطان العثماني “محمد الفاتح”. وقد أطلق عليها “إسلامبول” أو مدينة “الآستانة”، ومنذ ذلك الحين، أصبحت عاصمة الإمبراطورية العثمانية، حتى تم تغيير اسمها إلى ما نعرفه اليوم باسم “إسطنبول” عام 1930 ميلادي، في إطار الإصلاحات التي قام بها مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك.
تأسست هذه المدينة العريقة في عام 685 قبل الميلاد، وكانت تعرف سابقاً باسم بيزنطة، حتى قام الإمبراطور الروماني قسطنطين بتحويل اسمها إلى القسطنطينية، نسبةً إليه. في عهده، شهدت المدينة بفعل بناء كنيسة أيا صوفيا نمواً حضارياً وشكلاً من أشكال الرقي الثقافي والعلمي، حيث أُقيمت فيها مكتبة وجامعة، وانطلقت منها حركات فلسفية وفنية مختلفة. واستطاع السلطان العثماني محمد الفاتح فتح القسطنطينية عام 1453، ولُقّب بهذا اللقب نتيجة لنجاحه في تلك المعركة الهامة، مما ساعد على توسع رقعة الأراضي العثمانية في منطقة البلقان. وقد أُشير إلى هذا الفتح بأنه أحد الأعظم في التاريخ الإسلامي، وفقاً لما بشر به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه، حيث قال إن الفتح سيكون على يديٍ رجل عظيم وجيشه.
عندما أسست المدينة، أُطلق عليها اسم بيزنطيوم من قبل اليونانيين. وعندما استولى عليها الإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير، يُقال إنه أطلق عليها “روما الجديدة” (نوفا روم) بعد رؤية حلم نبوئي، لكن ذلك الاسم لم ينل قبولاً لدى السكان. مع مرور الوقت، أصبحت تُعرف باسم مدينة قسطنطين، أو القسطنطينية، نسبةً إلى ملكها.
تُمثل القسطنطينية اليوم مدينة إسطنبول، والتي تُعد أكبر مدن تركيا وثاني أكبر مدينة في العالم من حيث عدد السكان. تشغل المدينة مركزاً ثقافياً ومالياً واقتصادياً مهماً، وتقع في مضيق البوسفور، محاطةً بمرفأ طبيعي في شمال غرب تركيا. وتعتبر إسطنبول المدينة الوحيدة التي تمتد عبر القارتين الأوروبية والآسيوية. تضم المدينة العديد من المعالم السياحية التي تستقطب أعداداً هائلة من السياح سنوياً، مثل مسجد آيا صوفيا، ومسجد السلطان أحمد، ومعبد تحتموس الثالث، وقصر الباب العالي، ومتحف تشورا، وقصر السلاطين، وقلعة روملي حصار، فضلاً عن برج غلطة وغيرها من المعالم التاريخية والأثرية.
أحدث التعليقات