تُعدّ مدينة الرياض، أو منطقة الرياض، إحدى المناطق الثلاث عشرة في المملكة العربية السعودية. تعتبر الرياض عاصمة المملكة ومؤسسة حكومتها، وتتكون من عدد من المحافظات بما في ذلك الخرج، الدرعية، عفيف، الزلفي، السليل، الدوادمي، ضرما، رماح، المزاحمية، حريملاء، ثادق، الغاط، والحريق. منذ تأسيسها، شهدت الرياض تحولات كبيرة؛ إذ تطورت من بلدة صغيرة محاطة بالأسوار إلى مدينة حديثة تتوسع على مساحة تقريبية تبلغ 1782 كم²، مما يمثّل نحو ثلاثة أضعاف مساحة مملكة البحرين أو سنغافورة.
تتواجد مدينة الرياض في المنطقة الشرقية من هضبة الجزيرة العربية المعروفة باسم هضبة نجد، التي تمتد من سلسلة جبال السروات في الحجاز وعسير وصولاً إلى الأراضي الرسوبية في الغرب، وتنحدر نحو الشرق حتى تصل إلى المياه الضحلة في الخليج العربي ورمال الربع الخالي. تحدّ الرياض مناطق المملكة من جميع الجهات، حيث تحدّها منطقة نجران من الجنوب، والمنطقة الشرقية من الشرق، والمناطق الغربية من الغرب، ومنطقة القصيم من الشمال. تُعتبر الرياض المركز الإداري لمنطقة الرياض، وهي تمثل أكبر المناطق في المملكة بعد المنطقة الشرقية، وترتبط بها عبر أطول حدود تلامس؛ حيث يصل طول حدودها مع المدن الأخرى مثل مكة، القصيم، نجران، وعسير نحو 1000 كم.
يلعب الموقع الاستراتيجي لمدينة الرياض دورًا محوريًا في تطورها الاقتصادي والتنوع الثقافي، إذ تقع الرياض في مركز الجزيرة العربية، عند نقطة التقاء ثلاث قارات: آسيا وأفريقيا وأوروبا. كما تشكل نقطة ارتكاز لشواطئ أربعة بحار. في العصور القديمة، كانت هذه المنطقة تتسم بمسارات الهجرة والتجارة، وتعتبر أيضًا عابرة لمسالك الحجاج. يتسم مناخها بالمناخ القاري القريب من مناخ الصحارى المرتفعة، حيث توجد على حافة المنطقة المدارية، على بُعد حوالي 100 كم شمال مدار السرطان. تقع المدينة على ارتفاع حوالي 600 متر عن سطح البحر وتبتعد نحو 350 كم عن الخليج العربي و1000 كم عن بحر العرب عبر الربع الخالي.
في الوقت الراهن، يؤثر الموقع الاستراتيجي بشكل كبير على النمو الاقتصادي، ويفتح المجال لجذب الاستثمارات الوطنية والإقليمية والدولية إلى مدينة الرياض، إذ لا تفصلها عن دول الجزيرة العربية إلا ساعتين بالطائرة، كما تبعد عن نصف سكان العالم بمسافة 6 ساعات بالطائرة، مما يجعلها نقطة جاذبة مهمة لشتى الاستثمارات.
تُعتبر مدينة الرياض أكبر مدن المملكة العربية السعودية من حيث عدد السكان، حيث بلغ عدد سكانها بناءً على إحصاءات عام 2010 حوالي 5.3 مليون نسمة، يمثلون نحو 23% من إجمالي سكان المملكة. شهدت المدينة نموًا سكانيًا ملحوظًا خلال الربع الأخير من القرن العشرين بمعدل زيادة سنوي بلغ حوالي 8%. خلال الفترة من 1978 إلى 2000، ارتفع عدد السكان من نحو 760 ألف نسمة إلى حوالي 3.8 مليون نسمة، إلا أن معدل الزيادة تراجع إلى 4.2% بين عامي 2005 و2010. ومع ذلك، تبقى معدلات النمو هذه مرتفعة مقارنة بمعدلات نمو السكان في مختلف مدن العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان الرياض بحلول نهاية الربع الأول من القرن الحالي إلى حوالي 7.4 مليون نسمة، وذلك بسبب زيادة الهجرة الداخلية وجلب العمالة الوافدة للعمل في مختلف القطاعات، بالإضافة إلى اتساع المساحة الجغرافية للمدينة وزيادة معدلات الزيادة الطبيعية للمواليد.
مرت مدينة الرياض بعدة مراحل تاريخية قبل أن تتشكل بالهيئة الحالية كمدينة عصرية ومتطورة، وهذه المراحل هي:
أحدث التعليقات