موقع قناة بنما الجغرافي

قناة بنما

تعتبر قناة بنما من أبرز الإنجازات الهندسية في العالم، حيث تم تشييدها في عام 1914. كانت هناك محاولات سابقة لبنائها في عام 1880 تحت إدارة فرنسية، لكن العمل توقف في عام 1883 بسبب وفاة عدد كبير من العمال نتيجة انتشار الأمراض مثل الحمّى الصفراء والملاريا. انتقلت السيطرة بعد ذلك إلى الولايات المتحدة، التي بدأت في إنشاء القناة على الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة، حيث بلغت تكاليف المشروع حوالي 380 مليون دولار أمريكي واستمر بناؤها لمدة 10 سنوات حتى تم افتتاحها في عام 1994 تحت الرعاية الأمريكية. في هذا المقال، سنتناول المزيد من المعلومات حول قناة بنما.

موقع قناة بنما

تقع قناة بنما في برزخ بنما، وتصل بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والبحر الكاريبي. تُعد القناة من أهم المسطحات المائية على وجه الأرض، حيث تمتد من خليج ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما في المحيط الهادئ، وتغطي مساحة قدرها 8.63 كيلومتراً. يسمح ذلك بمرور حوالي 120 ألف سفينة سنوياً، علماً بأن تعويم سفينة واحدة يتطلب أكثر من 190 مليون لتر من الماء العذب. يقدر استهلاك الماء في القناة بحوالي 2660 بليون لتر سنوياً. تحتوي القناة على ثلاثة أطقم من الحجرات المائية، المعروفة باسم “الأهوسة”، التي تسهم في رفع وخفض السفن بين مستويات مختلفة. تم بناء هذه الأهوسة في أزواج لتمكين السفن من المرور في كلا الاتجاهين، حيث يصل طول الهويس الواحد إلى 300 متر وعرضه 34 متراً. يتطلب عملها استخدام مراكز تحكم وأنظمة خاصة، بحيث يكون ارتفاع قاعها أكثر من 26 متراً فوق مستوى سطح البحر، مما يسمح للسفن ذات الأبعاد المحددة بالعبور من خلالها.

أهمية قناة بنما

  • تعتبر قناة بنما مساراً مائياً حيوياً من الناحية التجارية حيث تمر عبرها 37 سفينة يومياً، محملة بما يصل إلى 235 مليون طن متري من البضائع سنوياً، وتنقل هذه البضائع بين موانئ الولايات المتحدة وكندا واليابان.
  • تستقبل القناة العديد من السفن الحربية والعسكرية، حيث تم استخدامها لنقل الجنود والمعدات خلال الحروب الفيتنامية والكورية والحرب العالمية الثانية.

آلية الإبحار في قناة بنما

دخول القناة

تدخل السفن المياه عبر قناة بنما عبر خليج ليمون، مروراً بميناء مدينة كريستوبال على سواحل المحيط الأطلسي. عند الوصول إلى نقطه عمق، يقوم أحد مرشدي القناة بالانضمام إلى السفينة ويتولى مسؤوليتها بالكامل، وبعد اختراق الحاجز عند مدخل الخليج، تتجه السفينة جنوباً لمدة 11 كيلومتراً نحو “هويس جوتن”.

دخول هويس جوتن

تظهر هذه الأهوسة كدرجات سلم عملاقة تضم ثلاثة أزواج من الغرف الأسمنتية، حيث تعمل على رفع السفن بمقدار 26 متراً فوق مستوى سطح البحر، لتُنقل بعدها إلى بحيرة جاتن. يستخدم العمال قاطرات كهربائية صغيرة، تُعرف باسم البغال، التي تسير على سكك حديدية على جانبي الأهوسة لتوجيه السفن داخل الأهوسة وضمان تثبيتها أثناء العبور. تُعبر السفن الكبيرة الأهوسة بقوتها الذاتية، في حين تكون القاطرات مسؤولة عن سحب وتوجيه السفن الصغيرة.

مرور السفن عبر الغرف

عندما تقترب السفن الصغيرة من الغرفة الأولى في الأهوسة، تتوقف محركاتها، بينما تبقى محركات السفن الكبيرة مشغلة. يقوم العمال بتثبيت حبال القاطرات بالسفينة، لتقوم القاطرات بسحب السفن الصغيرة أو مساعدة الكبيرة في تجاوز الغرفة. بعد ذلك، تُغلق البوابات الصلب خلف السفينة بعد فتح صمامات تسمح للماء بالتدفق من بحيرة جاتن إلى الغرفة عبر فتحات في الجزء السفلي من الهويس. خلال 15 دقيقة، يرتفع مستوى الماء ببطء حتى يصل إلى المستوى المطلوب للخروج، فتفتح الأبواب وتستمر العملية حتى تصل السفينة إلى مستوى بحيرة جاتن.

الخروج من الهويس والانتقال إلى بحيرة جاتن

تمتد بحيرة جاتن على مساحة 422 كيلومتراً مربعاً، وتحتوي على أكبر سد في العالم بسعة حوالي 18 مليون متر مكعب من الماء. يقوم السد بحجز مياه نهر شاجريز الذي يصب في المحيط الأطلسي عند نهاية القناة. يتم إرخاء حبال السفينة للسماح لها بالإبحار للخروج من الهويس بناءً على قوتها الذاتية، ثم تتابع طريقها جنوباً نحو بحيرة جاتن، وتمر من خلال سد بحيرة جاتن إلى طريق جامبوا، الذي يبلغ طوله نحو 35 كيلومتراً، وكان في الأصل وادياً لنهر شاجريز. بعد الوصول إلى الطرف الجنوبي الشرقي للبحيرة، تدخل السفينة في معبر جيلارد.

الخروج من معبر جيلارد

يُعرف معبر جيلارد بأنه قناة اصطناعية أنشئت في أقل المناطق عمقاً، ويبلغ طوله 13 كيلومتراً وعرضه 150 متراً وعمقه 13 متراً. هذا المعبر يمتد بين “جولد هل” شرقاً و”كوانتراكتر هل” غرباً. بعد خروج السفينة من المعبر، تقوم القاطرات بسحبها أو مساعدتها في العبور إلى أهوسة “بيدرو ميغويل”، حيث تخفض هذه الأهوسة مستوى الماء بمقدار 9 أمتار لتمكين السفينة من الدخول إلى بحيرة “ميرافلوريس”، حيث يتم إنزالها عبر غرفتين لتصبح بمستوى المحيط الهادئ، مع الأخذ في الاعتبار أن تقلبات المد والجزر في المحيط الأطلسي تشهد تغيرات بمعدل 60 سنتيمتر يومياً.

مغادرة السفينة لقناة بنما

بعد خروج السفينة من الأهوسة، تشق طريقها عبر قناة طولها 13 كيلومتراً بين أهوسة “ميرافلوريس”، حيث تمر بالقرب من مدن لابوكا وبالبوا، وكذلك تحت جسر تاتشر فيري، الذي يُعد نقطة وصل هامة خلال عبور الأمريكيتين. لاحقاً، تدخل السفينة خليج بنما، حيث يغادر مرشد السفينة، لتواصل بعدها رحلتها في الاتجاه نحو البحر المفتوح، لتكون قد قطعت مسافة تزيد عن 80 كيلومتراً بين المحيطين الهادئ والأطلسي.

Published
Categorized as معلومات عامة