قلعة الحصن

تُعتبر قلعة الحصن واحدة من القلاع البارزة في القارة الآسيوية، وتقع تحديداً في القسم الشمالي الغربي من الجمهورية السورية، ضمن منطقة تُعرف بوادى النضارة أو النصارى، التي تتبع محافظة حمص. تبعد القلعة حوالي ثلاثين كيلومتراً في الاتجاه الجنوبي من منطقة مشتى الحلو السياحية، وتربط بين مدينتي حمص وطرطوس. تقع إحداثيات القلعة بين 34.756944° شمالاً و36.294444° شرقاً، وتُعد من أهم المواقع الأثرية في منطقة الشرق الأوسط.

التاريخ الحديث

انخفضت وتيرة الغزوات القادمة من القارة الأوروبية على المنطقة بعد طرد الصليبيين من القدس في عام 1291 ميلادي. في القرن التاسع عشر، قام المهندس الفرنسي ديشان بالتعاون مع فرانسوا بإجراء مسح شامل لآثار القلعة، حيث حصل على دعم من ستين جندياً تحت قيادة الجنرال الفرنسي موريس جيملين. في عام 1934، وضع ديشان مجموعة من الخطط التفصيلية لترميم القلعة. ومع استقلال سوريا عام 1946، تم إدراج القلعة ضمن مواقع التراث العالمي التي تراقبها منظمة اليونسكو، وتُدار حالياً من قبل الحكومة السورية.

أهم الأحداث التاريخية

في عام 1163، حاول نور الدين زنكي الاستيلاء على القلعة ولكنه فشل، وعاد بعد ثلاث سنوات لمحاولة احتلالها مجدداً لكن محاولته لم تكن ناجحة. في عام 1170، تعرضت القلعة لزلزال أسفر عن تدمير أجزاء منها، مما دفع الصليبيين لإعادة بناء بعض أجزائها. وحاصر صلاح الدين الأيوبي القلعة لمدة ثلاثين يوماً بعد انتصاره في معركة حطين.

شهدت القلعة زلزالاً آخر في عام 1202، الذي أدى إلى تدمير العديد من أجزائها، وتم بعدها تطبيق عمليات إعادة إعمار، بما في ذلك بناء برج القائد وقاعة الفرسان الكبرى. في عام 1271، استعادت القوات الإسلامية بقيادة الظاهر بيبرس السيطرة على القلعة بعد استخدام المجانيق. وفي عام 2012، تمكنت المعارضة السورية من السيطرة على القلعة، إلا أنّ الحكومة السورية استعادت السيطرة عليها في عام 2014 بعد انسحاب المعارضين.

أقسام القلعة

تم بناء القلعة من أحجار كلسية تم نقلها من منطقة تُعرف باسم عمّار الحصن، التي تبعد مسافة أربعة كيلومترات. تتكون القلعة من حصن داخلي وهو القلعة الأساسية، بالإضافة إلى سور داخلي يحتوي على خمس أبراج للدفاع، وحامية، وحصن خارجي يتضمن قاعات واصطبلات ومستودعات وغرف للجلوس، بالإضافة إلى ثلاثة عشر برجاً. كما تضم القلعة قاعة للفرسان، وكنيسة، ومخازن، ومهاجع لجنود، ومسرح دائري الشكل، وبرج خاص ببنت الملك، وقاعة للحرس المملوكي.