يعتبر قصر يلدز واحدًا من أبرز المعالم التاريخية في تركيا. يستقطب القصر اهتمام الزوار بفضل تصميمه الداخلي الرائع، إذ تحتوي قاعاته المخصصة للطعام والاستقبال على لمسات فاخرة، حيث تزين سقوفها الألواح الذهبية المتلألئة. كما تعكس الأرضيات، المبنية على الطراز الأوروبي، العناية الفائقة بتفاصيل الديكور، بينما تمزج المفروشات المتواجدة في غرف الطعام والنوم وغرف الاستقبال بين الأنماط الأوروبية والتركية، بما فيها الأثاث المزين بقطع الصدف اللامعة. يعد القصر مكانًا يستحق الزيارة لالتقاط صور تذكارية فريدة.
يقع قصر يلدز في مدينة إسطنبول التركية، تحديدًا داخل حديقة يلدز. سُمّي القصر بهذا الاسم نسبةً إلى أول بناء تم إنشاءه في تلك الحديقة، حيث تعني كلمة “يلدز” النجمة، مما يجعله يُعرف بقصر النجم. يمكن إرجاع تاريخ بناء هذا القصر إلى نهاية القرن التاسع عشر، وبالتحديد عام 1875م، ويقال إنه بُني بدايةً عام 1790م في عهد السلطان سليم الثالث كهدية لوالدته السطانة مهريشة.
في فترة السلطان عبد الحميد الثاني، تم توسيع القصر عام 1890م ليصبح مقرًا لاستقبال الضيوف، واستخدمه السلطان كمركز للحكومة العثمانية طيلة فترة حكمه. في عام 1898م، شهد القصر توسعة جديدة لاستقبال القيصر ويليام الثاني إمبراطور ألمانيا. بفضل مساحته الواسعة وجمال موقعه المعماري الفريد، أصبح القصر مقراً رئيسياً للحكومة بدلاً من قصر دولمة باغجة. يتألف القصر من عدد كبير من الأجنحة والغرف الخاصة بالسلطان وأفراد العائلة المالكة، بالإضافة إلى غرف للخدم والعديد من الحدائق وإسطبلات الخيل. ستحتاج إلى حوالي نصف ساعة للتجول حول المرافق الخارجية للقصر، وعندما تدخل إلى الداخل، ستشعر بالدهشة من دقيقة التفاصيل في بنائه.
شُيد قصر يلدز في حديقة يلدز، والتي كانت تُعرف سابقًا بغابة ساحرة تمتد على مساحة 500,000 متر مربع، وتفصل بين منطقتي أورتاكوي وبيشكتاش في إسطنبول. وكان يُطلق على هذه الغابة اسم غابة قازنجي أوغلو، حيث تضم أنواعًا متنوعة من الأشجار المستوردة من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى زهور جميلة ونادرة. تضفي الطبيعة الخلابة وزيادة جمال المنظر بسبب التلة المرتفعة المحاطة بالأشجار العالية لمسة سحرية على المكان. كما ذكرنا، كان السلطان سليم الثالث هو من أسس أول مبنى في هذه الحديقة وأطلق عليه اسم كشك يلدز، حيث كانت “كشك” تعني في العهد العثماني مبنى محاطًا بجدران عالية لضمان الخصوصية. كان يتكون الكشك من ثلاث مبانٍ ملتصقة ببعضها. ومع انتقال الحكم إلى السلطان عبد الحميد الثاني، تم توسيع الكشك ليصبح قصرًا أكبر يضم العديد من القاعات والأجنحة التي تلائم الحاكم وزواره، وظلت الحديقة المحيطة بالقصر تُعرف باسم حديقة يلدز، محتفظة باسم القصر كما أطلق عليه السلطان الذي أمر ببنائه.
أحدث التعليقات