لم تتناول النصوص الشرعية، سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، مكان قبر السيدة مريم -عليها السلام- أو كيفية وفاتها. التركيز كان على قصتها التي بدأت بإرزاعها، وعبادتها، وكفالة زكريا -عليه السلام- لها، ثم ولادتها لنبي الله عيسى -عليه السلام- دون زواج.
لقد وُجدت بعض الروايات حول وفاتها ودفنها، لكن معظمها ضعيفة وغير ثابتة، وليس من الضروري أن نكون على دراية بها. بعض هذه الروايات مستندة إلى المصادر الموجودة عند أهل الكتاب، لذا لا يمكننا التأكيد على شيء لم يُذكر في الوحي. وبالتالي، فإن موقع قبرها غير مؤكد شرعاً، حيث لم تخبر النصوص الشرعية الصحيحة بأي شيء حول ذلك.
ذكر بعض العلماء في كتبهم مجموعة من الروايات المحتمَلة عن موقع قبر السيدة مريم -عليها السلام-، إلا أن الكثير من هذه الروايات غير موثوق بها، كونها نابعة من الإسرائيليات. لذا، لا يُعتمد عليها المسلمون، سواء بالتصديق أو التكذيب، نظراً لعدم تأكيدها ومعارضتها للشريعة. ومن بين ما ذُكر عن مكان قبرها:
يعتقد كثير من النصارى أن القبر الفارغ للسيدة مريم -عليها السلام- يقع عند أول منحدر لجبل الزيتون، بالقرب من كنيسة الجسمانية، التي تقع في وادي قدرون، عند التقاء الطرق بين مدينة القدس والطور وسلوان. ويُعرف هذا الوادي بعدة أسماء منها وادي النار والوادي المقدس.
الفارغ من القبر يتماشى مع وجهة نظر أتباع الديانة المسيحية بأن السيدة مريم قد انتقلت بروحها وجسدها إلى السماء بعد انتهاء حياتها على الأرض، وأنها تعيش في سماء الله بكاملها. ويعتقد المؤرخون المسيحيون أن كتابهم المقدس يؤكد أن مريم -عليها السلام- كانت أول من دُعيت بجسدها وروحها للمشاركة مع ابنها في الفداء، ولتكون معه في قيامته كما يعتقد أصحاب الديانة المسيحية بشأن عيسى -عليه السلام-.
كما تعود عقيدة انتقال السيدة العذراء إلى السماء في كتابات القديس يوحنا الدمشقي، وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بأن هذه الانتقالة حدثت بعد فترة قصيرة من وفاتها في بستان الزيتون، وهو المكان الذي يعتقد المسيحيون أنه جرى فيه صلبه.
أحدث التعليقات