تتعدد الآراء حول الموقع الدقيق لقبر النبي هود -عليه السلام-؛ حيث يُقال إنه يقع داخل مسجد في قرية مهجورة قريبة من حضرموت، شمال مدينة المكلا. يزور هذا المكان العديد من الزوار لإقامة طقوسهم الدينية. وقد تم اكتشاف نقوش وآثار قديمة في المنطقة المحيطة بالقبر، ويعتقد أن اسم هذه القرية هو “سنا”.
وتشير بعض الروايات إلى أن قبر هود -عليه السلام- يقع قرب بئر زمزم وعلى مقربة من أحد أركان الكعبة. وهناك من يعتقد أنه موجود في دمشق، وبالتحديد في الجدار الجنوبي للمسجد، حيث يوجد نقش يشير إلى موقع قبره. يجدر بالذكر أنه لم يتم التأكد بشكل قاطع من موقع أي من قبور الأنبياء والرسل -عليهم السلام- باستثناء قبر النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- في المدينة المنورة.
هو نبي الله هود بن شالخ بن أرفحشذ بن سام بن نوح، ويُشير إليه البعض بعابر بن شالخ، بينما يعتبره آخرون هود بن عبد الله بن رباح بن لجلود بن عاد بن سام بن نوح. أرسله الله -تعالى- إلى قوم عاد، وهم إحدى القبائل المنقرضة والتي تنتمي إلى أبناء سام بن نوح، وقد سُمّيت القبيلة بهذا الاسم نسبةً إلى عاد بن إرم بن سام.
كان يسكن قوم عاد في منطقة تقع جنوب شبه الجزيرة العربية، شمال حضرموت والأحقاف والربع الخالي، ويقع شرق هذه المنطقة سلطنة عمان. وتشكل هذه المنطقة حاليًا أراضي قاحلة ورملية تفتقر إلى العمران وغير صالحة للسكن. كان قوم عاد من عبدة الأصنام، حيث كانت لهم ثلاثة أصنام معروفة هي: صدا، وهرا، وصمودا، وقد أشركوا بالله -تعالى- بعبادتهم لها.
ذكرت الآيات القرآنية قصة قوم عاد مع نبيهم هود -عليه السلام- في عدة سور، حيث يوضح القرآن أن قوم عاد كانوا خلف قوم نوح -عليه السلام-، وقد أنعم الله -تعالى- عليهم بالقوة والرفاهية، وكانوا يعيشون حياة فاخرة. رزقهم الله بالأغنام والأبناء، وامتلأت أراضيهم بالحدائق وبالعيون الجارية، وشيدوا العديد من القصور الفاخرة التي كانوا يبنونها على التلال ليظهروا تفوقهم.
لكن على الرغم من هذه النعم، أقبل قوم عاد على عبادة الأصنام وتغطرسوا، فبعث الله إليهم النبي هود -عليه السلام- لينبههم لعبادة الله وحده وترك ما يدعونه من دونه، محذرًا إياهم من عقابه وغضبه. لكنهم لم يأخذوا دعوته بجدية واستمروا في استهزائهم به، ولم يستجب لدعوته إلا فئة قليلة منهم.
نتيجة لعصيان قوم عاد وعدم استجابتهم لهود -عليه السلام-، أرسل الله عليهم ريحًا عاتية استمرت لمدة ثمانية أيام وسبع ليال، حيث دمّرت هذه الريح كل شيء وأهلكت قوم عاد بالكامل، ولم يبقَ على قيد الحياة سوى هود -عليه السلام- ومن اتبعه من المؤمنين.
أحدث التعليقات