يقع عرش بلقيس في منطقة مأرب، التي تعد جزءاً من الأراضي اليمنية، ويتواجد في الجهة الغربية لصحراء الربع الخالي. يعتقد العلماء المختصون في الآثار أن حضارة سبأ كانت تتمركز في شرق اليمن، حيث تشير الأدلة إلى أن موقع هذه الحضارة في القرن العاشر قبل الميلاد كان محدداً في منطقة مأرب. يُذكر أن نبي الله سليمان عليه السلام عاش في نفس الفترة. تضم منطقة مأرب آثارًا تعود لحضارة سبأ، بما في ذلك نقوش تحمل اسم سبأ، أو أسماء قبائلها، أو أسماء ملوكها. ومن يُلقي نظرة على عرش بلقيس سيُدهش بمستوى الإبداع، وجمال التصميم، وعظمة القوة التي شهدها الإنسان اليمني القديم.
يحظى عرش بلقيس بعدد من التسميات، ومن أبرزها:
تأسس عرش بلقيس في زمن الملكة بلقيس، التي حكمت مملكة سبأ في القرن العاشر قبل الميلاد. تشير المصادر التاريخية إلى أن هذا المعبد ظل مجهولاً حتى عام 1988م، حيث كان مدفوناً تحت الكثبان الرملية. بعد عمليات التنقيب، تم اكتشاف آثار العرش، والذي يتكون من مجموعة متنوعة من الوحدات المعمارية المتناسقة. ويتواجه الدرج العالي مع المدخل الرئيسي والساحة المحيطة. ومن بين الوحدات المعمارية البارزة في معبد بلقيس نجد قدس الأقداس والفناء الأمامي ومرافقه مثل السور الكبير المبني من الطوب. شهد المعبد تطورات ملحوظة عبر الزمن، وهو يعتبر اليوم من أبرز المعالم الأثرية التي يستقطب السياح لزيارتها.
كان عرش الملكة بلقيس يُعتبر من أعظم العجائب في زمن النبي سليمان عليه السلام. وقد عُرف أن العرش كان مصنوعًا من الذهب والزخارف الكريمة. أما غرفة العرش وكرسي العرش، فقد كانت من أروع ما انتج في فنون الصناعة والصياغة. وكانت الحراسة تُحافظ على أمن العرش بشكل دائم. وقد ذُكر العرش في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: ((فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)).
أحدث التعليقات