تقع صحراء النقب في أقصى الجنوب من دولة فلسطين، حيث تمتد مساحتها نحو 14,000 كيلومتر مربع في المناطق الجنوبية. تغطي صحراء النقب الجزء الجنوبي لدولة فلسطين، بدءاً من أقاصي الشرق وحتى أقاصي الغرب، محاطة بالحدود مع الأردن من الشرق وصحراء سيناء من الغرب، بينما تفصلها مدينة إيلات عن البحر الأحمر من الجهة الجنوبية. ومن الشمال، تعتبر مدينة الخليل الأقرب إليها.
تتميز صحراء النقب بمناخها الصحراوي القاسي، إذ تصل درجات الحرارة في الصيف خلال النهار إلى نحو 60 درجة مئوية، بينما تنخفض في الشتاء إلى حوالي 7 درجات مئوية. يتسم هذا المناخ بهطول الأمطار الخفيف وارتفاع درجات الحرارة الشديدة، كما تنخفض نسبة الرطوبة في الهواء. تسيطر رياح شمالية شرقية وجنوبية غربية على المنطقة، وتبلغ سرعتها نحو 25 مترًا في الثانية.
يسكن صحراء النقب بدو يندرجون من قبائل بدو سيناء والأردن وشبه الجزيرة العربية. من بين هذه القبائل، تعتبر قبيلة الترابين الأبرز، حيث تنتمي أصولها إلى صحراء سيناء، وهي أكبر القبائل هناك. كما توجد قبيلة التياها، التي تمثل ثاني أكبر قبيلة في النقب وتعود أيضاً أصولها إلى صحراء سيناء، بالإضافة إلى قبيلة الظلام. استقر هؤلاء السكان في المنطقة لأكثر من مئات السنين. بعد حرب 1984، هُجر العديد من بدو النقب إلى دول ومدن مجاورة، بينما يظل الجزء الأكبر منهم في تجمعات سكنية مهددة بالهدم من الاحتلال الإسرائيلي.
يقدر عدد سكان صحراء النقب بحوالي 300,000 نسمة، جميعهم من البدو الذين يمتلكون حوالي 3 مليون دونم من الأراضي. تُعتبر مدينة بئر السبع أكبر مدن النقب، حيث يقيم فيها عدد كبير من سكان المنطقة ومحيطها، بالإضافة إلى مدن أخرى مثل تل السبع ووادي النعم والقصر والأعسم. تشهد صحراء النقب أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، حيث يمكن للمرأة الواحدة أن تنجب نحو 12 طفلاً، كما أن ظاهرة تعدد الزوجات شائعة بشكل ملحوظ في هذه المنطقة.
استوطن البدو العموريون وبدو الشاسو صحراء سيناء في العصور القديمة. وخلال فترة الحكم العثماني، كانت صحراء النقب تابعة لصحراء سيناء، حيث كانت تُدار من قبل رؤساء قبائل الترابين والتياها والعزازمة. في عام 1900، قام الأتراك بتأسيس مدينة بئر السبع لتكون مركزًا عسكريًا في المنطقة. وفي عام 1984، هُجر أكثر من 100,000 بدوي إلى الدول المجاورة مثل الأردن وصحراء سيناء وقطاع غزة والخليل والأغوار.
أحدث التعليقات