موقع سلطنة بروناي الجغرافي

تاريخ سلطنة بروناي

تقع سلطنة بروناي (بالإنجليزية: Brunei Darussalam) كدولة صغيرة على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا. تحدها من جميع الاتجاهات ولاية ساراواك الماليزية، ومن الجهة الشمالية يحيط بها بحر الصين الجنوبي. تغطي بروناي مساحة تبلغ 5,765 كيلومتر مربع، بما في ذلك 500 كيلومتر مربع من المياه، مما يجعلها الدولة رقم 174 عالمياً من حيث المساحة. العاصمة الوطنية هي مدينة بندر سري بكاوان (بالإنجليزية: Bandar Seri Begawan) والتي تقع عند خط عرض 4.94 وخط طول 114.95.

يقدر عدد سكان سلطنة بروناي بحوالي 415,717 نسمة، وتتركز أغلبية السكان في ولاية ساراواك الماليزية غرب وجنوب بروناي. ينقسم هذا الإقليم إلى قسمين؛ حيث يحتوي الجزء الغربي على مقاطعات بروناي موارا، توتونج وبيلايت، بينما يشمل الجزء الشرقي منطقة تمبورونج، التي تتميز بسهل ساحلي واسع يمتد حتى المناطق الجبلية في ساراواك.

الجغرافيا في سلطنة بروناي

تتوزع الغابات الاستوائية على 75% من أراضي سلطنة بروناي، حيث تُعتبر 86% منها مناطق حرجية، في حين تُخصص 1% للرعي و1% للزراعة، و12% لاستخدامات أخرى. من أبرز المدن التي تتواجد على هذه الأراضي هي العاصمة بندر سري بيغاوان، والتي يقطنها حوالي 46 ألف نسمة، بالإضافة إلى مدينتي كوالا بيليت وسيريا. كما تعد منطقة بلعيت، والتي تقع بجوار العاصمة، مركزاً اقتصادياً استراتيجية يوفر مصدر دخل جيد للدولة بفضل الصناعات النفطية والغازية الكبيرة المتاحة.

تنقسم سلطنة بروناي إلى منطقتين رئيسيتين تتنوع فيهما التضاريس بين الجبال والمستنقعات والشواطئ الرملية. ومن المعالم الجغرافية البارزة هي منطقة تمبورونج، التي تحتضن أول حديقة وطنية في بروناي، وهي حديقة أولو تمبورونج الوطنية. تتميز هذه الحديقة بجمالها الطبيعي وتغطيها الغابات الكثيفة. شهدت الحديقة إقبالاً ملحوظاً من السياح في السنوات الأخيرة، مما جعلها مركزاً للسياحة البيئية في السلطنة، حيث تدعم الحكومة هذه السياحة لتشجيع المواطنين والزوار على استكشاف البلاد.

المناخ في بروناي

تتميز بروناي بمناخ حار ورطب على مدار السنة بسبب موقعها شمال خط الاستواء، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 30 درجة مئوية نهاراً و20 درجة مئوية ليلاً. تتراوح نسبة الرطوبة عادة بين 70 إلى 90%. تعتبر المناطق الساحلية الأكثر حرارة، خاصة خلال شهري مارس وأبريل، في حين يكون الطقس مشمساً مع سماء صافية في معظم أيام السنة، مع إمكانية هطول الأمطار الاستوائية.

تتزايد مواسم الأمطار في بروناي خلال الفترة من أكتوبر إلى يناير ومن مايو إلى يوليو، وتختلف كميات الأمطار من منطقة لأخرى. على سبيل المثال، يُسجل متوسط الأمطار في منطقة تمبورونج حوالي 400 سم، بينما في المناطق الساحلية يبلغ حوالي 275 سم. هذا الأمر يؤثر على قدرة التنقل خلال موسم الأمطار، إذ تكون الطرق الترابية والريفية صعبة الممر، بينما تظل الطرق سهلة الاستخدام خلال الأشهر الجافة. تجدر الإشارة إلى أن بروناي نادراً ما تتعرض للأعاصير، حيث تقع جنوب حزام الأعاصير.

الموارد الطبيعية في بروناي

تعود تسمية سلطنة بروناي إلى اللغة السنسكريتية، حيث تعني “شعب البحر”. تعتبر بروناي من بين أصغر الدول في العالم، إلا أنها واحدة من أغنى الدول بفضل وفرتها الكبيرة من النفط والغاز الطبيعي. يتمتع سكان بروناي بمعدلات دخل مرتفعة، حيث تُقدَّر كمية إنتاج البلاد من النفط بحوالي 163,000 برميل يومياً، وتحتل بروناي المركز الرابع عالمياً في إنتاج الغاز المسال.

بدأ استخراج النفط في بروناي في أوائل القرن العشرين مع ظهور الاكتشافات النفطية، وكانت أول موقع لاكتشاف النفط في منطقة سيريا وكوالا بيليت. تولت شركة البترول البريطانية الماليزية مسؤولية استخراج النفط بعد الحرب العالمية الثانية بينما كانت بروناي تحت الاستعمار البريطاني، ثم تولت شركة رويال داتش شل مسؤولية القطاع النفطي في البلاد. وقد أسهمت الإيرادات الكبيرة التي حققتها هذه الشركات في تحسين مستوى معيشة الكثيرين من سكان سلطنة بروناي.

إلى جانب النفط والغاز، هناك اهتمام متزايد بالزراعة وإنتاج الأرز والفواكه واللحوم والأسماك، حيث خصصت الدولة حوالي 7.2 مليار دولار أمريكي لدعم هذه القطاعات. كما استثمرت الحكومة في مزرعة لتربية الماشية في أستراليا لتعزيز تجارة المواشي وتحسين هذه الصناعة بين المواطنين.

العائلة الحاكمة في بروناي

تولى السلطان حسن البلقية عرش سلطنة بروناي في عام 1967م ليصبح السلطان التاسع والعشرين. يُعتبر السلطان حسن من بين أغنى الشخصيات في العالم، حيث يُحقق مداخيل تتجاوز 100 دولار في الدقيقة من النفط. يمتلك السلطان مجموعة من 7,000 سيارة تقدر قيمتها بحوالي 4 مليارات دولار أمريكي، بالإضافة إلى طائرة خاصة مزينة بالذهب من طراز بوينغ 747، والتي تتسع لحوالي 200 راكب. كما يملك عددًا من القصور الفاخرة، أكبرها القصر الرئاسي في بندر سري بيغاوان، الذي يضم 1,800 غرفة.

ورغم ثروته الخاصة، إلا أن السلطان حسن عمل على تحسين مستوى معيشة المواطنين في بروناي، من خلال جعل التعليم والرعاية الصحية مجانيين وإعفاء المواطنين من الضرائب. يقدم السلطان بشكل دوري مكافآت شهرية تُخصم مباشرة إلى حسابات المواطنين البنكية. ومن بين أعضاء العائلة الحاكمة المشهورين يأتي الأمير عبد المتين، ابن السلطان، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً على إنستجرام، حيث يظهر شغفه بالرياضة، بما في ذلك قيادة الطائرات المروحية، ما زاده شعبية بين الشباب في المنطقة.

السياحة في بروناي

تعتبر بروناي وجهة سياحية رائجة، حيث تتجاور مع عدة دول سياحية مشهورة مثل ماليزيا وإندونيسيا، مما يمنح السياح فرصة لاستكشاف مجموعة من البلدان الجميلة في رحلة واحدة. تستضيف بروناي العديد من المعالم السياحية الرائعة، بما في ذلك المساجد الفخمة والزخرفية التي تُعد من أجمل المساجد في آسيا، بالإضافة إلى معالم أخرى تشجع الحكومة على زيارتها، مما يجعل السياحة الداخلية والخارجية جذابة.

الخلاصة

تعتبر سلطنة بروناي دولة صغيرة وجميلة، حيث يتميز نظام الحكم فيها بأنه سلطاني وراثي مطلق. يتولى السلطان القيادة ويملك جميع الصلاحيات التنفيذية والتشريعية، ما يجعله العامل الرئيسي في مسيرة البلاد. الثقافة في بروناي هي مزيج من الثقافة الإسلامية وثقافات شعوب شرق آسيا، حيث يُشكل الإسلام حوالي 78% من الدين السائد، بجانب وجود ديانات أخرى مثل البوذية والمسيحية. تُعتبر اللغة الملايوية اللغة الأساسية، بينما يتحدث جزء كبير من السكان الإنجليزية أو الصينية.

Published
Categorized as معلومات عامة