تُعتبر ساحل العاج من الدول التي شهدت فترة طويلة من الاستعمار الفرنسي، حيث استمر الحكم الاستعماري لسنوات عديدة حتى حصولها على الاستقلال في نهاية عام 1960. منذ ذلك الحين، واجهت البلاد العديد من النزاعات والحروب الأهلية، مثل العديد من الدول الأخرى في وسط وغرب إفريقيا. ومع ذلك، فإن السنوات العشر الأخيرة شهدت تحسناً ملحوظاً في الاستقرار السياسي. كما لا تزال ساحل العاج تحتفظ بعلاقات وثيقة مع فرنسا على الأصعدة السياسية والثقافية، حيث أن اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للنظام التعليمي والإداري في البلاد.
تقع ساحل العاج في منطقة غرب إفريقيا، وتمتاز تسميتها التاريخية بارتباطها بالتجارة البحرية التي كانت تدور على سواحلها. فقد كان صيادو الأفيال يتعاملون مع التجار المحليين لنقل أنياب الأفيال العاجية، التي كانت تُعرض في الأسواق الأوروبية كمنتج ثمين.
تبلغ المساحة الإجمالية لجمهورية كوت ديفوار، المعروفة بساحل العاج، حوالي 322,462 كيلومتر مربع. تحتفظ البلاد بعلاقات سياسية واقتصادية مع الدول المجاورة، وهي عضو نشط في الاتحاد الإفريقي. عاصمة البلاد هي ياموسوكرو، بينما تُعتبر مدينة أبيدجان أكبر المدن وأكثرها نشاطاً اقتصادياً وسكانياً، حيث ساهم موقعها على السواحل الجنوبية في تطويرها كمركز تجاري رئيسي بسبب الأنشطة البحرية التي تُسير البلاد.
تنقسم الجغرافيا الطبيعية للبلاد إلى منطقة من السهول الساحلية في الجنوب، التي تغطي تقريبًا ثلث المساحة الإجمالية، بينما تتجه الأراضي نحو الشمال الغربي حيث توجد هضبة تتميز بنمو حشائش السافانا، مما يجعلها بيئة مهيأة لعيش الحيوانات البرية الإفريقية.
تتواجد في ساحل العاج مجموعة من الأنهار التي تُغذي البلاد بالمياه العذبة. من ناحية المناخ، يتغير كلما اتجهنا شمالاً؛ ففي الجنوب، الذي يقع بالقرب من خط الاستواء، يسود مناخ استوائي ممطر خلال فصلين من العام، بينما تسود حالات الجفاف في الفصلين الآخرين مع ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة. ومع التوجه شمالاً، تنخفض درجات الحرارة ونسب الأمطار تدريجياً نتيجة الابتعاد عن المناطق الاستوائية. يعد المناخ عاملاً أساسياً في تشكيل الاقتصاد، إذ يعتمد بشكل كبير على الزراعة وتصدير المنتجات الزراعية الاستوائية، وتشتهر ساحل العاج بإنتاج القهوة والكاكاو.
أحدث التعليقات