تُعتبر جمهورية سيراليون من الدول المعروفة بإنتاج الألماس، حيث ساهمت الانقلابات المتكررة في التسعينيات في تراجع سلطة الحكومة المركزية. وقد نتج عن ذلك ظهور شبكات تهريب تركزت على تصدير خام الألماس من مناجم سيراليون إلى شركات دولية بأسعار منخفضة، أدنى من الأسعار المحددة التي تفرضها شركة دي بيرز. ويُعرف هذا الألماس بالألماس الدموي، وقد أُثيرت دعوات واسعة لمقاطعة هذا النوع، رغم صعوبة تمييزه عن غيره من الأنواع.
ومع تزايد عمليات تهريب الألماس، نشبت حرب أهلية مستمرة بين عامي 1991 و2002، كان هدفها الرئيسي السيطرة على مناجم الألماس في البلاد. وخلال هذه الحرب، تعرض الأطفال للتجنيد القسري وتزويدهم بالأسلحة الآلية، مما خلف آثارًا مدمرة على كل من الأطفال والبالغين في سيراليون.
نتيجةً لهذه المآسي، تم إنشاء برامج دولية لإعادة تأهيل الأطفال الذين اعتبروا ضحايا للنزاع، في حين تم القبض على مجرم الحرب فودي سنكوح في عام 2004. لم يتوقف تهريب الألماس عند المهربين العاديين، بل شارك فيه كذلك عدد من الرؤساء السابقين في سيراليون وليبيريا، بما في ذلك تشارلز تايلور، الرئيس الليبيري السابق، الذي اتهمته محكمة دولية بتهريب الألماس الدموي في نفس العام.
وصل الإسلام إلى جمهورية سيراليون في إطار الدعوة الإسلامية التي انتشرت بقوة في أجزاء من أفريقيا، وخاصةً في الجنوب. وقد ساهم المرابطون في نشر الدعوة الإسلامية في السودان الغربي ثم في غرب أفريقيا، مما أدى إلى دخول عدد كبير من السكان الأفارقة في الإسلام. كما لعب التجار دورًا بارزًا في نشر الإسلام في المناطق الاستوائية على الساحل الغربي لأفريقيا. ويشكل المسلمون في سيراليون أكثر من نصف تعداد السكان، حيث يتوزعون بشكل رئيسي في المناطق الشمالية والشرقية من البلاد.
أحدث التعليقات