تعددت القصص والروايات حول موقع قبر النبي يوسف -عليه السلام-، وقد اتفق العلماء على عدم وجود نص أو رواية مؤكدة تحدد مكان قبره -عليه السلام- أو قبر أي نبي آخر من أنبياء الله -تعالى- باستثناء قبر النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-.
فيما يتعلق بمكان دفن يوسف -عليه السلام-، فقد قيل إنه دُفن في مدينة الخليل بجوار والده يعقوب وجدّه إسحاق وإبراهيم -عليهم السلام-، في حين ذُكر أنه دُفن في مدينة نابلس. وسنستعرض فيما يلي الروايات المتعلقة بذلك.
تشير بعض الروايات إلى أن يوسف -عليه السلام- أوصى إخوته أثناء وفاته بنقله ودفنه بجانب آبائه يعقوب وإسحاق وإبراهيم -عليهم السلام-، وبعد وفاته وُضع في تابوت مصنوع من الرخام المطلي، وتم إلقاؤه في نهر النيل. وعندما أرسل الله النبي موسى -عليه السلام-، سأل عن مكان قبر يوسف وأخرجه من النيل ثم حمله إلى الأراضي المقدسة ودفنه بالقرب من قبر والده وجدّه -عليهم السلام-.
بعد أن أكرم الله -تعالى- يوسف -عليه السلام- بمملكة مصر، واجتمع بأخوته ووالده يعقوب -عليه السلام-، استقروا في مصر. وعندما حانت ساعة وفاته، أوصى أبناءه بالتمسك بالإيمان والتوحيد وعدم الابتعاد عنه، كما ورد في قوله تعالى: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).
توفي يعقوب -عليه السلام- بعد أن اجتمع بيوسف بـسبع عشرة سنة -بحسب الروايات-، وتم دفنه من قبل يوسف -عليه السلام- كما أوصى، في قبر إسحاق وجده إبراهيم -عليهم السلام-.
وقد تمنى يوسف -عليه السلام- لقاء الله بعد أن أحس بفضل الله -سبحانه وتعالى- عليه، حيث قال: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ). ويعتقد بعض المفسرين أن ما أراده يوسف -عليه السلام- كان الدعاء بأن ينهي الله -تعالى- حياته على الإسلام.
تشير الروايات إلى أن يوسف -عليه السلام- أوصى أخاه يهوذا بأن يتولى الحكم بعد وفاته. وتوفي -عليه السلام- وقد أوصى إخوته بأن يحملوه معهم عند مغادرتهم مصر ليدفنوه بالقرب من آبائه. ووردت بعض الروايات أن عمر يوسف -عليه السلام- كان مائة وعشرين سنة، بينما ذُكر في روايات أخرى أنه كان مئة وعشرة أعوام.
وقد خصصت سورة كاملة في القرآن الكريم باسم سورة يوسف تروي قصته بالتفصيل، وما تحتويه من الدروس والعبر. ولقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في يوسف -عليه السلام- وآبائه: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحَاقَ بنِ إبْراهِيمَ).
أحدث التعليقات