قبل تناول هذا السؤال، يجب أن نوضح أن نبي الله عيسى -عليه السلام- لم يمت بعد ولم يُدفن. ولكن عند وفاته في آخر الزمان، من المعتقد أنه سيتم دفنه بجوار الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المساحة الواقعة بين قبره وقبر أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-.
استند بعض العلماء إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما قبض الله نبيًّا إلا في الموضع الذي يحب أن يُدفن فيه”، للإشارة إلى أن عيسى سيقضى عليه بالموت في الحجرة التي دفن فيها الرسول.
كما ذُكر سابقًا، فإن عيسى -عليه السلام- لا يزال حيًا حتى الآن ولكنه ليس في الأرض. فقد رفعه الله -عز وجل- إلى السماء، وقد ورد ذلك في كتاب الله -عز وجل- حيث قال: (وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما، وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا، بل رفعه الله).
بدأت قصة رفع عيسى -عليه السلام- بعد أن أنزل الله -عز وجل- الإنجيل عليه، حيث دعا قومه إلى الدين الحق. وقد انقسم الناس حينها إلى مؤمن وكافر. رغم دعم الله -عز وجل- لنبيه بمعجزات، إلا أن بعض الناس استمروا في كفرهم بما جاء به، وحاول هؤلاء قتله وصلبه، لكن الله -عز وجل- أنقذه من مكرهم.
وقد أنقذ الله نبيه بوضع شبه على شخص آخر كان يكذب على عيسى -عليه السلام-، مما دفع الكافرين للاعتقاد أن ذلك الشخص هو عيسى، فقاموا بقتله وصلبه.
لقد جعل الله -عز وجل- نزول عيسى -عليه السلام- علامة من علامات الساعة الكبرى ومن أمور الغيب التي لم يطلع أحدًا عليها، ولذلك لا يوجد دليل شرعي يحدد وقت نزوله بدقة. ولكن المتفق عليه هو أن نزوله من السماء إلى الأرض سيكون في آخر الزمان قبل قيام الساعة، وذلك بعد نزول المسيح الدجال واشتداد فتنته على المؤمنين.
كما يشير قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك: “إذا خرج مسيح الضلالة الأعور الكذاب، نزل عيسى ابن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين.”
ينزل نبي الله عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان شرق دمشق، وتحديدًا عند المنارة البيضاء. هذا ما يؤكده قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فبينما هو كذلك إذا بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين.”
ختامًا، في هذه المقالة تم تقديم المعلومات الأساسية المتعلقة بنزول عيسى -عليه السلام- في آخر الزمان، بما في ذلك مكان دفنه الحالي، مكان وجوده الآن، وقصة رفعه إلى السماء، بالإضافة إلى وقت ومكان نزوله إلى الأرض.
أحدث التعليقات