تُعتبر حوطة بني تميم منطقة هامة في المملكة العربية السعودية، حيث تمتد مساحتها إلى نحو 7350 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها حوالي 43 ألف نسمة. يتوفر في المنطقة ثلاثة منافذ أو مسارات من خلال الأودية، هي: واحة الصوط من الجهة الشمالية، ووادي نعام من الغرب، ووادي برك من الجنوب. وقد كانت حوطة بني تميم محاطة بسور تاريخي للحماية، وما زال جزء كبير منه قائماً حتى اليوم، مما أضفى عليها طابعاً مميزاً إلى جانب سبب تسميتها. عُرفت المنطقة سابقاً بأسماء مثل الفرع والمجازة وبريك.
تقع محافظة بني تميم في الجانب الجنوبي من منطقة الرياض بالمملكة العربية السعودية. تحدها من الشمال محافظة الدلم وجزء من محافظة الحريق، بينما تقع محافظة الخرج وجزء من محافظة الأفلاج إلى الشرق منها، وتحدها من الجنوب محافظة الأفلاج، فيما يقع إلى الغرب منها محافظة الحريق. تشتهر هذه المحافظة بموقعها الاستراتيجي في منتصف الأودية والشعاب المنخفضة، محاطة بالجبال من جميع الجهات وبالخلجان الصحراوية، مما ساهم في خصوبة تربتها وغناها بالمواد العضوية.
تتفاوت التضاريس في منطقة حوطة بني تميم بين الغرب والشرق؛ حيث تُلاحظ ارتفاعات جبلية في الغرب، لتبدأ هذه المرتفعات بالانخفاض حتى تصل إلى الشرق. يرتبط نظام الجبال في حوطة بني تميم بمجموعة من الشعاب والأودية. يسود في المنطقة المناخ القاري، الذي يتسم بالحرارة خلال فصل الصيف وانخفاض الحرارة بشكل ملحوظ في فصل الشتاء، مع كميات متدنية من الأمطار. نظرًا لخصوبة تربتها وغناها بالمواد العضوية، تعد الزراعة المصدر الرئيسي للموارد الاقتصادية، بالإضافة إلى تربية المواشي مثل الإبل. كما توجد محمية بيئية في المنطقة تستضيف مجموعة متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك الوعول والغزلان.
تشتهر حوطة بني تميم بزراعة النخيل بأنواع متعددة ومختلفة، حيث يمتاز هذا المحصول بجودته العالية ونقاوته. من أبرز أصناف التمور التي تُنتج في المنطقة: التمر الخلاص، والتمر الخضري، والسري، والتمر الصفري، وتمر نبت السيف. كما تم اكتشاف عدة آبار للبترول فيها، والتي تتميز بكفاءتها العالية ووفرتها.
أظهر سكان حوطة بني تميم شجاعة كبيرة خلال مختلف الفترات التاريخية، حيث دعمو الملك عبد العزيز بالجنود والأسلحة والموارد المالية، وكانوا من أولى وجهاته بعد فتح الرياض أثناء تأسيس الدولة السعودية الثالثة. ومن المحطات التاريخية المهمة التي تسجلها حوطة بني تميم هي مواجهة الأتراك، حيث تم هزيمتهم في معركة الحلوة، والتي يسميها الأتراك “حوطة الموت”. تضم المنطقة العديد من المعالم الأثرية، مثل: قلعة الحلوة، وقصور خويطر، والقصر القديم في الصدر، وغار الأترام، وكهف القويع، ونقش المرتمي، وأبراج الحلّة الثلاثة.
أحدث التعليقات