تُعد جزيرة كريت أكبر الجزر اليونانية وخامس أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، وتمثل هذه الجزيرة قيمة حضارية وتاريخية بارزة لليونان، حيث تُعتبر من أهم الجزر في هذا الصدد.
تقع جزيرة كريت في قلب البحر الأبيض المتوسط، حيث تطل على بحر إيجه من جهة جنوبها. تُعتبر كريت اليوم جزءاً من اليونان، وتبلغ مساحتها حوالي 8300 كم²، بينما يقدر عدد سكانها بحوالي 620 ألف نسمة. تتميز الجزيرة بسلسلة جبال تمتد من الشرق إلى الغرب، حيث يصل ارتفاع أعلى قمة في الجزيرة، والمعروفة بقمة بسيلوريتيس، إلى حوالي 2500 متر فوق مستوى سطح البحر.
تصنف جزيرة كريت إلى منطقتين مناخيتين: المنطقة المناخية الشمالية الإفريقية والمنطقة المناخية المتوسطة. ومع ذلك، يعتبر مناخ كريت معتدلاً بشكل عام، حيث تزداد نسبة الرطوبة كلما اقتربنا من البحر. يشهد فصل الشتاء في الجزيرة اعتدالاً، مع بعض تساقط الثلوج على المناطق الجبلية. تتراوح درجات الحرارة في المنطقة ما بين 20 و30 درجة مئوية.
تصدرت جزيرة كريت الحضارة المينوية، التي سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى الملك مينوس، الذي يُعتبر مؤسس البناء في الجزيرة منذ حوالي 4000 عام. سرعان ما توسعت سيطرة هذه الحضارة لتصل إلى حدود بحر إيجه. وتُعرف هذه الحضارة بجمالها، لا سيما جمال المباني. بعد فترة من حكم البيزنطيين، تمكن القائد المسلم أبو حفص الأندلسي من فتح جزيرة كريت وضمها إلى بلاد المسلمين، لكن البيزنطيين استعادت السيطرة عليها مجدداً. كان العرب يشيرون إلى هذه الجزيرة باسم “اقريطش”، بينما عُرفت في العهد العثماني باسم “جزيت”.
يعيش في جزيرة كريت اليونانيون، بالإضافة إلى أقلية تركية تاريخية، ويُعدّ النشاط الاقتصادي الرئيسي في المنطقة هو الزراعة، حيث تُنتج مجموعة متنوعة من المحاصيل مثل العنب، الحمضيات، القمح، الذرة، والزيتون. ويعمل جزء من سكان الجزيرة في أنشطة تجارية مع المناطق المحيطة، بالإضافة إلى صيد الأسماك وتربية الماشية والحرف التقليدية المتنوعة.
أحدث التعليقات