تقع جزيرة سريلانكا في الجزء الجنوبي من قارة آسيا، إلى الجنوب من الهند. يُعرف اسم سريلانكا سابقًا بجزيرة سيلان، وهي إحدى الجزر الموجودة في المحيط الهندي. تعتبر رسميًا جمهورية سريلانكا الديمقراطية، حيث يتبنى نظام الحكم فيها النظام الجمهوري، مع وجود رئيس ودائرة تشريعية يتم انتخاب أعضائها لمدة ست سنوات. يتولى الرئيس مسؤولية تعيين الوزراء وتحديد مهامهم، في حين يُعتبر النظام السياسي في سريلانكا نظامًا حزبيًا. المَحكمة العليا تُعد هي السلطة القضائية الأهم في البلاد، حيث تساهم في تنفيذ القوانين في مختلف القضايا.
تبلغ المساحة الإجمالية لسريلانكا حوالي 65,610 كم². تتكون معظم أراضي الجزيرة من صخور متحولة ونارية، وتظهر المرتفعات بشكل بارز في الجزء الجنوبي المتوسط من الجزيرة، حيث يصل ارتفاع بعض المناطق الجبلية إلى أكثر من 2000 متر. يُعتبر جبل بيدوروتالاغالا من أبرز هذه المرتفعات، حيث يصل ارتفاعه إلى حوالي 2524 مترًا، بينما توجد منطقة جبلية في شمال كندا بارتفاع يقارب 2000 متر، في حين تقل المرتفعات في المناطق الشرقية والشمالية عن 300 متر، مما يجعل التلال تشكل الغالبية العظمى من معالمها الجغرافية.
تنتشر الغابات الاستوائية في الجزء الجنوبي الغربي من سريلانكا، حيث تضم مجموعة متنوعة من الأشجار التي يتراوح ارتفاعها بين 10 إلى 20 متر. تحتوي هذه الغابات على حوالي 3000 نوع من الأشجار والنباتات، بما في ذلك الأوركيد والبوغنفيليّة، كما تحتضن الحياة البرية المتنوعة، بما في ذلك عدة أنواع من الطيور والثعابين.
يتأثر المناخ في سريلانكا بموقعها المداري، مما يؤدي إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة. تتراوح درجات الحرارة في المناطق المنخفضة بين 22 و33 درجة مئوية، في حين تظهر المناطق المرتفعة معدلات حرارة أقل، تتراوح بين 7 درجات للصغرى و21.6 درجة للعظمى. تعتبر الأمطار من العوامل الرئيسية التي تعكس التغيرات الموسمية في مناخ البلاد.
يصل متوسط الأمطار المتساقطة سنويًا في أغلب مناطق الجزيرة إلى أكثر من 1270 ملم. تختلف معدلات تساقط الأمطار الكثيفة بين 98 و150 بوصة في مناطق السواحل والمرتفعات. تأتي معظم كميات الأمطار مصاحبة لرياح موسمية من الجنوب والغربي تتراوح بين شهري مايو وسبتمبر، بينما تنخفض كميات الأمطار إلى ما بين 30 و70 بوصة في موسم الرياح الشمالية والشرقية بين شهري نوفمبر ويناير.
تُشير إحصاءات عام 2021 إلى أن عدد سكان جزيرة سريلانكا يقدر بحوالي 21,485,749 نسمة. يُعتبر المجتمع السريلانكي مجتمعًا متنوعًا عرقيًا؛ حيث تشكل مجموعات سكانية مختلفة الكثافة السكانية. وفقًا لإحصاءات عام 2012، تمثل نسبة السنهاليين 75%، بينما تتوزع النسب المتبقية بين التاميل السريلانكيين والتاميل الهنود الذين يشكلون معًا ثمن السكان، بالإضافة إلى العرب بنسبة 7.5% وأقلية بنسبة 0.5%. تُعد اللغة السنهالية اللغة الرسمية، وتُستخدم اللغة التاميليّة أيضًا كلغة رسمية. تُعتبر الديانة البوذية الدين الرسمي في سريلانكا، حيث يعتنقها حوالي 72.1% من السكان، يليها الدين الهندوسي بنسبة 9.7% والإسلام بنسبة 6.2% والمسيحية بنسبة 1.4%.
تعتمد الحكومة السريلانكية على الضرائب بنسبة 86% من الإيرادات، بينما يُشكل قطاع الصناعة حوالي 16% من الاقتصاد. معظم المنتجات الصناعية تُصدّر إلى الخارج، وتُعتبر صناعة الشاي من بين أكبر الصناعات تساهم بما نسبته 63% في النمو الصناعي. تمثل التجارة بالجملة والتجزئة حوالي 21% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث يعمل فيها 22% من القوة العاملة. يلعب قطاع البنوك والتأمين والعقارات دورًا أيضًا بنسبة 8% من الناتج المحلي. يُعتبر قطاع التعدين هو الأقل نشاطًا، حيث لا تتجاوز نسبة مساهمته 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
ابتداءً من عام 1970، عملت الحكومة السريلانكية على تحرير الاقتصاد من خلال تنفيذ سياسات اقتصادية جديدة، مما ساهم في دعم النمو الاقتصادي السريع من خلال تشجيع الاستثمارات، خاصة الأجنبية، مما أدى إلى زيادة العوائد المالية الخارجية. تم تشجيع التصدير، ونجحت هذه السياسات في تعزيز الاقتصاد السريلانكي.
يُعتبر أول من سكن الأراضي السريلانكية القبائل التقليدية مثل النّاجا وبالياكسا. يُعتقد أن أحد أمراء الهند، وهو فيجاريا، قاد القبائل السنهالية لتأسيس حضارة في جزيرة سيلان في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث استقروا في القسم الشمالي من الجزيرة وطوروا أنظمة للري لدعم الزراعة.
بحلول القرن الثاني قبل الميلاد، وصلت القبائل التاميليّة الهنديّة إلى الجزيرة، حيث سيطرت على أراضيها حتى وصول البرتغاليين في القرن السادس عشر، الذين احتلوا سواحلها. تبعهم الهولنديون في القرن السابع عشر، ثم الإنجليز الذين سيطروا على المستعمرات الهولندية بين عامي 1795 و1796م. في عام 1802، أصبحت سيلان مستعمرة بريطانية، وفي عام 1815، احتلت القوات البريطانية مملكة كاندي السنهالية لتصبح سريلانكا تحت السيطرة البريطانية بالكامل.
سيطر البريطانيون على صناعة القهوة والشاي وجوز الهند، حتى حصلت مستعمرة سيلان على حكم ذاتي في القرن العشرين. في 4 فبراير 1948، نالت استقلالها رسميًا وأصبحت تُعرف بدولة سيلان. قامت الحكومة بعد الاستقلال بإجراء العديد من الإنجازات، منها اعتماد اللغة السنهالية كلغة رسمية، مما أدى إلى نشوب صراع بين السنهاليين والتاميل حتى تم الاتفاق على اعتبار اللغة التاميليّة لغة رسمية أيضًا. في عام 1972، تم تعديل اسم الجزيرة ليصبح سريلانكا، والذي يعني “الأرض المتألقة”.
أحدث التعليقات