موقع جزيرة القرم الجغرافي

موقع جزيرة القرم وتاريخها

كانت جزيرة القرم جزءًا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، حيث تمتعت بحكم ذاتي تحت مسمى جمهورية القرم السوفيتية الاشتراكية. على الرغم من أن الغالبية العظمى من سكانها لا ينتمون إلى العرق الروسي، إلا أن الحكومات السوفيتية قامت بتهجير أعداد كبيرة من السكان من مناطق مختلفة إلى القرم بهدف تعديل التركيبة السكانية.

تقع جزيرة القرم بالقرب من أراضي جمهورية أوكرانيا. في عام 1991، تفكك الاتحاد السوفيتي نتيجة للإصلاحات الاقتصادية التي قام بها قادته، مما كشف عن عيوب النظام الاشتراكي. وبالتالي، تخلت معظم الجمهوريات الاشتراكية عن هذا النظام وأعلنت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي وانسحبت من حلف وارسو. كانت جزر القرم واحدة من هذه الجمهوريات، حيث انضمت إلى أوكرانيا مع الاحتفاظ بحقها في الحكم الذاتي. في الوقت الحالي، تسعى روسيا لاستعادة نفوذها السابق في المنطقة من خلال محاولة استيعاب بعض من هذه الجمهوريات.

تعتبر شبه جزيرة القرم بموقع متميز شمال البحر الأسود، حيث تتصل بالبر عبر شريط ضيق من الجهة الشمالية وتطل على خليج كرشينسكي. من الجنوب والغرب، تحيط بها مياه البحر الأسود. تمتد أراضي القرم ضمن النطاق الأوروبي، حيث تتميز بتضاريس سهلية وتحتوي على عدد من البحيرات في المناطق الساحلية الشمالية والغربية. كما توجد تدرجات ساحلية شمالية، مما يعزز من إمكانية إنشاء الموانئ البحرية، وتعتبر هذه الخلجان بيئة مناسبة لتكاثر الأسماك.

المناخ

المناخ السائد في شبه جزيرة القرم هو مناخ قاري معتدل في الصيف وبارد في الشتاء، مع تأثير ملحوظ للتيارات البحرية الدافئة القادمة من المناطق الاستوائية على سواحلها الجنوبية. تسقط الأمطار خلال فصل الشتاء، وغالباً ما تتساقط الثلوج وتتراكم، خاصةً على القمم الجبلية التي تغطيها الغابات المطلة على البحر الأسود في الجهة الجنوبية.

النشاط البشري لسكان الجزيرة

ساهم اتساع السهول وخصوبة التربة مع توفر الأمطار في تعزيز الزراعة، خصوصًا في مجال زراعة الحبوب مثل القمح والشوفان والشعير، إضافة إلى زراعة مساحات واسعة من الفواكه. ورغم ذلك، فإن اكتشاف المعادن وتحول السكان للعمل في المصانع أدى إلى تراجع إنتاج الزراعات التقليدية، خاصةً بعد اكتشاف الفحم الحجري والنفط.

تُعتبر منطقة القرم غنية بالثروات المعدنية مثل الحديد والنحاس والرصاص والمنغنيز. لقد ساعد توفر هذه الثروات والمعادن على تطوير مراكز صناعية في مجالات الهندسة الكيميائية والميكانيكية.

عمدت الحكومة السوفيتية إلى تطوير قطاع السياحة من خلال إنشاء الفنادق والمرافق السياحية، بعد تعرفها على الخصائص العلاجية لمنطقة القرم، بفضل نقاء هوائها وخلوه من الملوثات. كما تم تطوير شبكة المواصلات، حيث تم ربط جميع مناطقها بطرق معبدة وبسكة حديدية.

Published
Categorized as معلومات عامة