موقع جبل نيبو وأهميته الجغرافية

جبل نيبو

يقع جبل نيبو في محافظة مأدبا، على بُعد واحد وأربعين كيلومترًا جنوب العاصمة الأردنية، عمان. يُعتبر هذا الجبل من أهم الأماكن المقدسة، حيث يستقطب آلاف المسيحيين سنويًا. ازداد الاعتراف بأهميته بعد زيارة البابا الراحل يوحنا بولص الثاني له في عام 2000، مما جعله أحد المواقع الخمس المعتمدة من قِبل الفاتيكان للحج المسيحي. ومن أبرز معالم الجبل وجود مقام النبي موسى عليه السلام، بالإضافة إلى الكنيسة المعروفة باسمه. ومنذ عام 1933، يقوم المعهد الفرنسيسكاني للأثار، التابع لحراسة الأراضي المقدسة، بترميمه وصيانته. يجسد اسم الجبل نبو إله التجارة في بابل ويعكس تاريخًا طويلًا كأحد معابر القوافل عبر الصحراء الشرقية إلى الغرب.

جبل نيبو والكثيب الأحمر

يشير العديد من العلماء إلى أن جبل نيبو هو الكثيب الأحمر الذي ذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حين قال: “(أُرْسِلَ مَلَكُ الموتِ إلى موسى عليهما السلامُ، فلما جاءَه صكَّهُ، فرجع إلى ربهِ، فقال: أَرْسَلْتَنِي إلى عبدٍ لا يريدُ الموتَ، قال: ارجع إليهِ، فقل له يضعُ يدَه على متنِ ثورٍ، فله بما غطَّتْ يدُهُ بكلِّ شعرةٍ سَنَةٌ…)”. وفي حديث آخر، قال الرسول: “(مررتُ على موسى ليلةَ أسريَ بي عند الكثيبِ الأحمرِ، وهو قائمٌ يصلي في قبرِه)”. من خلال هذه الأحاديث يتضح أن الكثيب الأحمر قريب من القدس، حيث كانت تلك الأرض الطاهرة محرمة على بني إسرائيل لمدة أربعين عامًا. وقد شهد النبي موسى عليه السلام هذه الأرض من الكثيب الأحمر، وتوفي ودفن بالقرب من الطريق أسفل ذلك الجبل. ويشير العهد القديم إلى أن هناك جبلًا مطلًا على الأرض المقدسة، حيث أمضى موسى الوقت في رؤية الأرض الموعودة، بينما أوصاه الله بعدم الدخول إليها. وبالتالي، يُرجح أن يكون جبل نيبو هو الكثيب الأحمر المشار إليه.

مادبا مدينة الفسيفساء

تُعرف مدينة مادبا، التي تُلقب بمدينة الفسيفساء، بأنها تقع على طريق الملوك الذي يعود تاريخه لأكثر من خمسة آلاف عام. المدينة مشهورة بالفن المعماري للفسيفساء البيزنطية والأموية، وتحتوي على خريطة فسيفسائية للأراضي المقدسة تعود إلى القرن السادس الميلادي. تعرض هذه الخريطة الرسوم البيانية للتضاريس والقرى والمدن، وصولًا إلى دلتا النيل. يمكن العثور على هذه الخريطة في كنيسة القديس جورج، التي بُنيت عام 1896 في قلب مدينة مادبا. وقد تبقى فقط ربع مساحة لوحة الفسيفساء الأصلية، التي كانت بطول يقارب الستة عشر مترًا وعرض سبعة أمتار تقريبًا. تنتشر الفسيفساء في العديد من الكنائس والمنازل في مادبا، بما في ذلك كنيسة العذراء والرسل ومتنزه مادبا الأثري، حيث تصوّر العديد من الرسوم النباتات والحيوانات والأسماك والمشاهد الأسطورية. ومن الجدير بالذكر أن مادبا تضم أيضًا معهد الفسيفساء للتدريب على الصناعة والترميم، الذي يُعتبر الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.

Published
Categorized as معلومات عامة