موقع جبل جرزيم
جبل جرزيم يعتبر من الجبال البارزة في فلسطين، حيث يقع في مدينة نابلس، تحديداً في الجزء الجنوبي منها، ويقابل جبل عيبال. هذا الترتيب الجغرافي يجعل الاسمين مرتبطين بشدة، إذ يكاد يكون من النادر أن يُذكر جرزيم دون الإشارة إلى عيبال. بين هذين الجبلين يمتد وادي يقسم نابلس إلى نصفين. يتميز جبل جرزيم بكونه مجموعة من الجبال الصخرية الكلسية المنحدرة، حيث يرتفع عن مستوى البحر بحوالي سبعمئة متر، بينما ترتفع المدينة نفسها بنحو ثلاثمئة متر. الغطاء النباتي الوحيد الذي يزرع فيه هو أشجار الزيتون.
أسباب التسمية
توجد روايتان رئيسيتان تفسران سبب تسمية جبل جرزيم بهذا الاسم:
- الرواية الأولى تدعي أن “جرزيم” هي كلمة تعود إلى اللغة العبرية، وتشير إلى الفرائض. تعود أصول هذا المفهوم إلى الفترة التي دخل فيها بنو إسرائيل إلى فلسطين، حيث كان يوشع بن نون، المرافق للنبي موسى عليه السلام، يحمل وصية تؤكد تقسيم الأسباط إلى مجموعتين. وقام بعضهم بالوقوف على قمة جبل جرزيم بينما وقف الآخرون على جبل عيبال ليتلو اللعنات. أطلق على هذا الجبل أسماء عديدة مثل: جبل البركات، جبل الملائكة، وبيت الله، مما جعله موقعاً مقدساً عند اليهود، وخاصة السامريين، الذين قدموا فيه القرابين وأقاموا الطقوس الدينية. في المقابل، يعتقد يهود آخرون أن هذه المنطقة كانت المكان الذي كان النبي إبراهيم عليه السلام سيقدم فيه ابنه كقربان لله، خصوصاً في الجهة الجنوبية الشرقية من قمة الجبل، والتي تعتبر من أقدس البقاع لديهم، بمساحة كلية تبلغ 48×36 قدم مربع.
- أما الرواية الثانية فتشير إلى أن الجبل سُمِّي نسبةً إلى قبيلة عربية كانت تسكن فلسطين، تُعرف باسم جزيرة جرزيين، وذلك خلال فترة الاحتلال اليهودي للبلاد. يحتوي الجبل على مجموعة من الآثار التي تعود إلى عصور مختلفة، مثل المعبد السامري الذي أنشأه الإسكندر المقدوني خلال فترة الهيمنة اليونانية، والذي تم تدميره بواسطة يوحنا هركانوسي من الحشمونيين في عام 125 قبل الميلاد.
الآثار الموجودة فيه
يحتوي جبل جرزيم على معبد يعود تاريخه إلى الحقبة الإغريقية، حيث كانت تُعبد فيه الإله زيوس. كما تم اكتشاف آثار لموقع يُدعى خربة الرأس في الجزء الشمالي من قمته. يمكن الوصول إلى هذه الآثار عبر درج يقود أيضاً إلى معبد يعود إلى الفترة اليونانية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد كنيسة ذات ثمانية أضلاع بُنيت في الفترة البيزنطية، التي تم تحصينها بسور خلال حكم السامريين في القرن السادس الميلادي، ثم هُدمت بعد ذلك بقرنين. بالقرب من هذه الكنيسة، هناك مسجد ومقام لنبي يُدعى عبد السلام بن غانم، بالإضافة إلى قلعة صليبية بناها الملك الإفرنجي بلدوين الأول.
أحدث التعليقات