ما هو موقع جبل الرحمة؟ هذا هو محور مقالتنا، حيث سنستعرض في هذا المقال الموقع الدقيق لجبل الرحمة، وأسباب تسميته بهذا الاسم، وكذلك مدى تطابقه مع جبل عرفات.

كما سنتطرق إلى الحكمة الإلهية من وقوف المسلمين في جبل عرفات خلال يوم عرفة، بالإضافة إلى آراء العلماء حول صعود جبل الرحمة في هذا اليوم. إليكم تفاصيل المقال.

أين يقع جبل الرحمة؟

أين يقع جبل الرحمة، وهل يُعتبر هذا الجبل نفس جبل عرفات؟ إليكم الإجابات في النقاط التالية:

• اعتقد بعض الناس أن جبل الرحمة هو جبل عرفات، ولكن هذا غير صحيح.
• جبل الرحمة هو أحد القمم المرتفعة لجبل عرفات، ويقع في الجهة الشرقية له.
• يُطلق أيضاً على جبل الرحمة اسم جبل الدعاء.
• قد وقف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسفل جبل عرفات فوق صخرة كبيرة، حيث ألقى خطبة الوداع، مما يجعله أحد الأماكن المقدسة لدى المسلمين.

الحكمة من الوقوف في جبل عرفات

هنا سنستعرض الحكمة من مشروعية الوقوف في جبل عرفات:

• لقد جعل الله لكل فريضة حكمة وسبباً عظيماً يُفيد عباده، ولا شك أن تلك الفريضة تحمل منفعة كبيرة.
• جُعل الوقوف في جبل عرفات لأن له تشابهاً كبيراً بموقف يوم الحشر.
• يقف جميع خلق الله من مختلف الأعراق والمراتب الاجتماعية، في ملابس الإحرام، طالبين رحمة ربهم، مكررّين عبارة “لبيك لا شريك لك لبيك”.
• عند أداء فريضة الوقوف في جبل عرفات، يتذكر المؤمن يوم القيامة حين يخرج الناس من قبورهم سواسيةً، ويدفعه ذلك إلى التوبة والاستغفار.
• ورد عن السيدة عائشة أن رسول الله قال في يوم عرفة: «ما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ويتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم».

متى يقف المسلمون بجبل عرفات؟

ما هو موعد وقوف الحجاج بجبل عرفات؟ نستعرض النقاط التالية:

• يبدأ وقوف المسلمين بجبل عرفات في يوم عرفة، أي في التاسع من شهر ذي الحجة.
• يدوم وقوف المسلمين على جبل عرفات من غروب الشمس في يوم عرفة حتى فجر يوم العيد.
• أما من لم يُسعفه الحظ للوقوف بجبل عرفات، فصيام يوم عرفة هو البديل.
• وصيامه ليس فرضاً بل سنة مؤكدة.
• ذكر رسول الله أن صيام يوم عرفة يُكفّر ذنوب سنة قبله وسنة بعده بإذن الله.

أسباب تسمية جبل عرفات

هناك عدة تفسيرات حول سبب تسمية جبل عرفات بذلك الاسم، منها:

• يقول البعض إن سبب تسمية جبل عرفات هو أن الحجاج يتعارفون أثناء وجودهم فيه.
• تشير بعض الآراء إلى أن آدم وحواء بعد نزولهما إلى الأرض التقيا عند جبل عرفات، ولهذا سمي بهذا الاسم.
• تعود وجهة نظر أخرى إلى أن جبريل عليه السلام كان يطوف مع إبراهيم حول الجبل، وقد قال له كلمة “أعرفت”، فرد عليه إبراهيم “عرفت”، ومن هنا جاء الاسم، والله أعلم.

رأي العلماء حول صعود جبل الرحمة والصلاة فيه يوم عرفة

ما هي فتوى العلماء بشأن صعود جبل الرحمة في يوم عرفة، وهل هناك دلائل على ذلك؟ إليكم الإجابات:

• يعبر العلماء عن أن الوقوف بجبل الرحمة في يوم عرفة يُعتبر بدعة.
• قال رسول الله في يوم عرفة: «وقفت هاهنا، وعرفة كله موقف»، مما يُشير إلى الجهة الشرقية من جبل عرفات، مشيراً إلى عدم وجوب التزاحم في المكان الذي وقف فيه.
• بيّن العلامة ابن عثيمين أن صعود جبل عرفات ليس من الأمور المشروعة في الإسلام، ولا يُعتبر عبادة، لأنه لم يتم إثبات أن رسول الله صعد إلى الجبل.
• كذلك يُشير كل من ابن تيمية والنووي إلى أن صعود جبل عرفات يُعتبر بدعة، إذ وقف رسول الله تحت صخرة وألقى خطبة الوداع.
• لم يكن يجوز له أن يؤدي نوافل في تلك الوقفة، بل كان مقتصرًا على صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد النمرة، ثم انشغل بالذكر والدعاء إلى الله.

أحاديث عن فضل يوم عرفة

إليكم بعض الأحاديث النبوية التي تسلط الضوء على فضل يوم عرفة:

• قالت عائشة: إن رسول الله قال: «ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو…» (مسلم حديث: 1348).
• قال النبي: «أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».
• قال رسول الله: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة».
• قال رسول الله: «اليوم الموعود هو يوم القيامة، واليوم المشهود هو يوم عرفة» (أخرجه الترمذي).
• وقال رسول الله: «أما وقوفك عشية عرفة؛ فإن الله ينزل إلى سماء الدنيا…» الراوي: عبدالله بن عمر، المصدر: صحيح الترمذي.