يتواجد جبل الرحمة، المعروف أيضاً بجبل عرفة، على بعد حوالي 20 كيلومتراً إلى الشرق من مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، ويقع على الطريق الرابط بين مكة المكرمة والطائف. كما أن الجبل يبعد 10 كيلومترات عن منطقة منى، و6 كيلومترات عن مزدلفة.
تبلغ مساحة جبل الرحمة 10 كيلومترات مربعة، وطوله 3.22 كيلومتر، وعرضه أيضاً 3.22 كيلومتر. تجدر الإشارة إلى عدم وجود عمران دائم أو سكان في عرفات، باستثناء تواجدهم خلال أيام الحج، إلى جانب وجود بعض المنشآت الحكومية في المنطقة.
تعود تسمية جبل عرفة بجبل الرحمة إلى اللحظة العظيمة التي يقف فيها المسلمون في يوم عرفة، حيث تتجلى مغفرة الله -تعالى- ورحمته بعباده الواقفين هناك. ومن المفضل عدم تسمية الجبل بجبل الرحمة، حيث لم يُثبت دليل من السنة يؤكد صحتها. يُستحب الاعتماد على الاسم المعروف، “جبل عرفة”، أو الجبل الذي وقف عليه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
جبل الرحمة يُعرَف بأنه تل صغير ومرتفع في مشعر عرفات، حيث صعد إليه الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع ودعا ربه. يتكون الجبل من كتل صخرية كبيرة داكنة اللون، كما يتميز سطحه بكونه مستوياً وواسعاً.
يوجد حائط يحيط بالجبل بارتفاع يقارب 57 سنتيمتراً، وتُقيم عند جبل الرحمة أهم مناسك الحج، ويقع ذلك في يوم عرفة، الذي يُعتبر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. الوقوف عند عرفة يعد أحد أعظم مناسك الحج.
يعتبر الوقوف على جبل عرفة من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله -سبحانه وتعالى-. وإليكم بعض فضائل الوقوف في عرفة:
يُعتق الله -تعالى- عدداً كبيراً من عباده الصادقين من النار في يوم عرفة. فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ.”
يُباهي الله -تعالى- بعباده الذين أتوه في يوم عرفة أمام الملائكة في السماء. وقد ورد عن النبي الكريم أنه قال: “إنَّ اللهَ -عزَ وجلَّ- يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ، فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً.”
في يوم عرفة، ينزل الله -تعالى- إلى السماء الدنيا ليباهي بأهل الأرض أمام أهل السماء، وهو يوم يُرجى فيه الاستجابة للدعاء.
هناك العديد من الأسماء التي تُطلق على جبل الرحمة، ومنها:
أحدث التعليقات