لطالما كان حلم عدد من قادة الفكر الاجتماعي في مصر، مثل: قاسم أمين، ومصطفى كامل، وسعد زغلول، ومحمد فريد، هو إنشاء جامعة تعمل على تطوير مصر في جوانب متعددة من الحياة. كانت هذه الجامعة تُعتبر منارة علمية تهدف إلى تعزيز التقدم العلمي، وضمان وجود كوادر متخصصة تساهم في مسيرة التنمية. ومع ذلك، فقد عارضت السلطات البريطانية هذا المشروع، خاصة اللورد كرومر، الذي اعتبر أن إنشاء جامعة في مصر من شأنه أن يؤدي إلى ظهور طبقة من المثقفين المصريين، مما قد يرفع من مكانة البلاد. على الرغم من هذه العراقيل، رعت لجنة وطنية فكرة تأسيس الجامعة وبدأت بتنفيذها بالرغم من الصعوبات والتضحيات. وقد تم افتتاح جامعة القاهرة رسميًا في 21 ديسمبر من عام 1908م، حيث أقيم حفل الافتتاح في مجلس الشورى بحضور الخديوي عباس الثاني وعدد من كبار الشخصيات الحكومية.
تقع جامعة القاهرة في منطقة الحضرية بمحافظة الجيزة، وهي مؤسسة غير ربحية معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي المصرية. تقدم الجامعة مجموعة واسعة من البرامج الأكاديمية، بما في ذلك: البكالوريوس، والدبلوم، ودرجات الماجستير والزمالة والدكتوراه في تخصصات متعددة. تتمتع شهادات الجامعة باعتراف رسمي، ويبلغ عدد طلابها حوالي 231,746 طالبًا، بالإضافة إلى أكثر من 4,000 طالب يدرسون في الخارج. يضم طاقمها التعليمي 5,499 أستاذًا جامعيًا، وتخرج منها أكثر من ألفي طالب بدرجة الماجستير، وألف وستين طالبًا بدرجة الدكتوراه.
بدأت المحاضرات الدراسية في جامعة القاهرة في فترة مساء يوم الافتتاح، حيث كانت القاعات الدراسية تتوزع في أماكن متعددة من المدينة. واحتلت الجامعة أول مقر دائم لها في سراي الخواجة نستور جناكليس. تعرضت الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى لصعوبات مالية أدت إلى انتقال مقرها إلى سراي محمد صدقي في شارع الفلكي بميدان الأزهر لتقليل النفقات. لم تتوان الجامعة عن العمل على استمراريتها، إذ أرسلت عددًا من طلابها للدراسة في الجامعات الأوروبية للحصول على درجات الدكتوراه مع عزمهم العودة لتدريس العلوم في الجامعة، ومن بين هؤلاء الطلاب: منصور فهمي، وطه حسين، وأحمد ضيف.
تحتوي الجامعة أيضًا على مكتبة تتميز بمجموعتها القيمة من الكتب التي حصلت عليها كإهداءات محلية ودولية. في عام 1917م، قررت الحكومة المصرية إنشاء جامعة حكومية بإدارة الحكومة، تضم عددًا من المدارس العليا، بما فيها كلية الحقوق وكلية الطب التي انضمت إلى الجامعة في 12 مارس 1923م. ومن الجدير بالذكر أن كلية الآداب كانت النواة الأساسية للجامعة. في 11 مارس 1925، تم اعتماد اسم الجامعة المصرية الذي شمل أربع كليات هي: كلية الطب، وكلية الحقوق، وكلية العلوم، وكلية الآداب، مع انضمام كلية الصيدلة لكلية العلوم. أما في عام 1935م، صدر قانون ينص على ضم كليتي الهندسة والتجارة، بالإضافة إلى كلية الزراعة وكلية الطب البيطري. وفي 31 أكتوبر من العام نفسه، تم ضم معهد الأحياء البحرية إلى الجامعة، بينما انفصلت كلية الطب البيطري عن كلية الطب في عام 1938م.
جرى تغيير اسم جامعة مصر إلى جامعة فؤاد الأول عام 1940م. فتحت كلية العلوم أبوابها عام 1946م، وتم تعديل اسم الجامعة إلى جامعة القاهرة في 28 سبتمبر 1953م. في عام 1955م، انفصلت كليتا الصيدلة وطب الأسنان عن الجامعة. في نفس العام، تم تأسيس فرع للجامعة في مدينة الخرطوم السودانية، واستمرت الجامعة في افتتاح كليات جديدة، مثل: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي افتتحت عام 1961م، ومعهد العلاج الطبيعي ومعهد الدراسات الخاصة بالبحوث الإحصائية الذي تم افتتاحه عام 1962م. كما أُنشئ المعهد العالي للتمريض عام 1964م كجزء من كلية الطب، وأقيم المعهد القومي للأورام عام 1969م. تأسست كلية الإعلام وكليتي الآثار والدراسات الإفريقية عام 1970، بينما أُسس المعهد الخاص بالدراسات والبحوث التربوية عام 1987م، والمعهد القومي لعلوم الليزر عام 1994م، وكذلك كلية الحاسبات والمعلومات في عام 1996م.
تخرج من جامعة القاهرة العديد من العلماء البارزين، من بينهم الدكتور مصطفى مشرفة والدكتور مجدي يعقوب. كما حصل ثلاثة من خريجيها على جائزة نوبل، وهما: ياسر عرفات، ومحمد البرادعي، ونجيب محفوظ. بالإضافة إلى ذلك، تخرجت من الجامعة عدد من الشخصيات السياسية، بما في ذلك: صدام حسين، وياسر عرفات، وعدلي منصور، ومحمد مرسي.
تضم جامعة القاهرة عددًا كبيرًا من الكليات، منها:
أحدث التعليقات