موقع تمثال الحرية

يقع تمثال الحرية في جزيرة الحرية (بالإنجليزية: Liberty Island) ضمن ميناء نيويورك، ويعتبر أقرب إلى ولاية نيوجيرسي مقارنةً بولاية نيويورك. وعلى الرغم من اعتبارها جزءًا من المنطقة الكونغرسية الثامنة لنيويورك وفقًا للمسح الجيولوجي الأمريكي، إلا أن الجزيرة ليست جزءًا من ولاية نيوجيرسي. كانت تُعرف الجزيرة في الأصل بجزيرة بيدلو (بالإنجليزية: Bedloe Island) وتم تغيير اسمها رسميًا إلى جزيرة الحرية في عام 1956. قبل بناء التمثال، كانت المنطقة موقعًا لحصن وود (بالإنجليزية: Fort Wood)، الذي بُني على شكل نجمة ذات إحدى عشرة نقطة، حيث يستقر التمثال حاليًا. تاريخ الجزيرة الغني يتضمن كونها موقعًا للحجر الصحي لضحايا الجدري في القرن الثامن عشر، كما كانت تُستخدم كمنتجع صيفي للـ (Earl of Cassils)، وأيضًا ملتقى للاجئي الحزب الموالي لبريطانيا، وحصنًا دفاعيًا.

تاريخ تمثال الحرية

في عام 1865، اقترح المفكر الفرنسي إدوارد دي لابولاي (Edouard de Laboulaye) إنشاء نصب تذكاري يمثل استقلال الولايات المتحدة الأمريكية. بعد مرور عشر سنوات، تم تكليف النحات فريدريك أوغست بارتولدي (Frederic Auguste Bartholdi) بتصميم التمثال، الذي كان من المقرر الانتهاء منه في عام 1876. وأطلق على التمثال اسم “الحرية تنير العالم”. تجسد المشروع تعاونًا بين الولايات المتحدة وفرنسا، حيث تم الاتفاق على أن يقوم الشعب الأمريكي ببناء القاعدة، بينما تولّى الشعب الفرنسي مهمة بناء التمثال نفسه.

نظرًا لشح التمويل في كلا البلدين، قام الشعب الفرنسي بجمع الأموال عبر الرسوم العامة واليانصيب، بينما اعتمدت الولايات المتحدة على المسرحيات والمعارض الفنية والمزادات لتوفير الأموال اللازمة. وقد كتبت الشاعرة إيما لازاروس (Emma Lazarus) قصيدتها الشهيرة “The New Colossus” في عام 1883 لجمع التبرعات لبناء قاعدة التمثال. في الوقت نفسه، طلب بارتولدي استشارة مهندس في الأمور الهيكلية، ووقع اختياره على أليكساندر جوستاف إيفل (Alexandre Gustave Eiffel) الذي صمم الهيكل الحديدي الكبير الذي يدعم التمثال. كما قام المهندس المعماري ريتشارد موريس هانت (Richard Morris Hunt) بتصميم قاعدة التمثال من الجرانيت، متبرعًا بأتعابه المادية، وتم الانتهاء من بناء القاعدة في أبريل عام 1886، بينما اكتمل بناء التمثال في فرنسا في يوليو عام 1884.

وصل التمثال إلى ميناء نيويورك في يونيو عام 1885 على متن السفينة الحربية الفرنسية “إيزيري” (Isere)، حيث تم تقسيم التمثال إلى 350 قطعة فردية وضعت في 214 صندوقًا لنقلها إلى أمريكا، وتمت إعادة تجميعه على قاعدته الجديدة خلال أربعة أشهر. في 28 أكتوبر 1886، أشرف الرئيس غروفر كليفلاند (Grover Cleveland) على حفل إهداء التمثال الذي كان هدية متأخرة بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي.

شكل تمثال الحرية

يقف تمثال الحرية على ارتفاع 93 مترًا بما في ذلك قاعدته، ويظهر في شكل امرأة تحمل شعلة في يدها اليمنى، بينما تحمل في يدها اليسرى لوحًا نقش عليه تاريخ اعتماد إعلان استقلال الولايات المتحدة (4 يوليو 1776). يمكن الوصول إلى الشعلة، التي يبلغ ارتفاعها 8.8 متر، عبر مصعد يبلغ طوله 12.8 مترًا داخل الذراع، حيث ينقل المصعد الزوار إلى السطح، بالإضافة إلى وجود درجات سلم تسهل الوصول إلى هناك.